لفت نظري خبر منشور في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، عن احتفالية غرس عشرين ألف شجرة في محافظة الخرج، ضمن فعاليات مستنسخة سنويا تشمل كل المدن والمحافظات.

"غرس عشرين ألف شتلة" عنوان يفضح أسبوع الشجرة، ويعري كل القائمين عليه منذ 3 عقود ونيف، ونحن في الشنة والرنة نفسها، والاحتفالية نفسها.

مجرد إحضار شتلة وكمية تراب وقليل من المياه توضع في حفرة مجهزة مسبقا، ثم التصوير وتوزيع الخبر على وسائل الإعلام التي تلتقط الخبر بمهنية فائقة وحرفية عالية الجودة "قص ولزق"، بل لا يخجل المحرر من وضع اسمه على مادة صحفية لا ناقة له فيها ولا جمل.

أكثر من 3 عقود، ونحن ننشر العنوان نفسه "غرس عشرين ألف شتلة"، وآلية التصوير نفسها، والكلام نفسه مكرر، والصورة مكررة، والصياغة الخبرية روتينية بالية "تفصيل جاهز" لشجر لا يثمر، وبيع كلام ليل يمحوه النهار.

خذوا الخبرية من زاوية أخرى: كم شتلة زرعناها في العقود الماضية؟ وكم خبر تم نشره في وسائل الإعلام؟ وكم نبتة موجودة من فعاليات أسبوع الشجرة قائمة بعروقها على أرض الواقع؟ وكم صرفنا على هذه الاحتفاليات في مدن ومحافظات البلاد؟ وكم عدد الذين شاركوا في تفاصيل هذه المسرحية السنوية؟

لا تذهبوا بعيدا، ما يحدث من استنساخ شكلي لأسبوع الشجرة، هو الفعل ذاته الذي تقوم به بعض الجهات الأخرى، وأزيدكم من الشعر بيتا؛ تحصل هذه الجهات على جوائز تقديرية من أعرق وأهم الجوائز المعتمدة في أرجاء الوطن!

مسرح الدنيا كبير، والأبطال والكمبارس يكسرون الجدار الرابع بكل مهارة، بقي المطالبة بوضع شجرة للتصوير، وبناء متحف محنط للمرور والدفاع المدني، ولا تنسوا "البرواز" لشهادة التكريم.