عبير خالد


pride and prejudice أو "الكبرياء والتحامل" واحدة من الروايات الكلاسيكية التي صنفتها مواقع القراءة كأفضل الكتب على الإطلاق. إنه ليس سهلا في اللغة الإنجليزية أن يظهر الكاتب تميزا في أسلوب كتابته وفي نفس الوقت يبقيه مفهوما لأي قارئ. بشكل استثنائي، برعت كاتبة الرواية "جان أستن" في ذلك. ستفهم القصة حتى لو لم تكن لغتك الإنجليزية هي اللغة الأم، بل ستنشئ بينك وبين الشخصيات علاقة قوية، تود فيها لو يعود بك الزمن إلى القرن التاسع عشر عندما كتبت هذه الرواية. يذكر أنه دارت أحداث الرواية في مدينة "هيرتفوردشير" قرب لندن في إنجلترا إلا أن المكانيات لم تكن حاضرة كحضور الشخصيات العاطفي والاجتماعي.

تبدأ القصة حين يأتي رجل الأعمال "بينقلي" من خارج المدينة ويشتري حديقة بالقرب من منزل عائلة مكونة من أم وأب و5 فتيات جميلات. تخطط الأمم لإغواء هذا الثري والوسيم بأحد فتياتها. مثلك أنا أيضاً، بدت لي البداية مألوفة وعادية، ولكن الإبداع كَمُن في تسيير الأحداث من بعد ذلك، وإدخال شخصيات جديدة تضفي تنوعا للقصة، والأهم في صناعة لحظات جميلة وخالدة بين المتحابين. نجحت الكاتبة في ذلك بجدارة، كتبت القصة بتماسك عجيب ومذهل رغم قلة الأحداث، وهنا تتباين قدرات الروائيين، بيد أنه يُؤخذ على الأدب الكلاسيكي نقد حول رومانسيته التي تضفي على المرأة قيمة تقليدية.

لقد تكرر ربط قيمة المرأة، كينونتها، سعادتها، رخائها، مالها، توازنها بوجود رجل إلى جانبها. وهذا التمثيل غير السوي للمرأة يتكرر حتى في المسلسلات والأفلام الكلاسيكية وليس في الروايات وحسب. تكررت في هذه الرواية، مثلها مثل غيرها، مشاهد تجعل المرأة مجرد تابع وساع للحصول على رجل. أصبح من النادر تمثيل المرأة في قصص كلاسيكية كشخصية قوية ومستقلة يتم السعي وراءها بدلا من كونها هي الساعية. ومن النادر جعلها بطلة بدلاً من كونها عشيقة بطل!

برأيي، كان الأجدر بكُتّاب الأدب الكلاسيكي أن يجعلوا من علاقة الحب بين الشخصيات عملاً متبادلاً ومشتركاً بين البطلين -الذكر والأنثى- دون تفاضل في المقامات. ربما هذا ما يحدث في روايات الخيال والمغامرة وربما أن تمثيل المرأة بهذا الضعف وهذه البساطة سمة الكلاسيكيات، ولكن لماذا لا تكون فقط سمة الكلاسيكيات القديمة لنجعل من الروايات الكلاسيكية الحديثة شيئا أقل حدة مما كانت عليه؟

لكل شيء حداثة.. ألا يكون لهذا النوع من الأدب حداثة أيضاً؟