كثر الحديث عن المقارنة بين الكتاب وغيره من وسائل القراءة الإلكترونية، خصوصا بعد بروز "الحاسوب" وظهوره إلى عالم المنافسة المعرفية والمعلوماتية، إن صح التعبير.

يقولون إن هذه الأجهزة الإلكترونية ستصحب البساط من الكتاب، وستتربع هي على عالم المعرفة، وسيتلاشى الكتاب ودوره وأهميته وجمهوره شيئا فشيئا، والذي دفعهم ربما إلى مثل هذا القول أن الأجهزة تتضمن أبوابا أوسع من الاطلاع وأكثر تنوعا مما يجذب الجمهور نحوها أكثر، مثل احتوائها على الصور والمقاطع المرئية والملفات المسموعة بعكس الكتاب فإنه لا يشمل إلا المقروء وبعض الصور.

وأكثر من يحاول أن يسلم لهذا الرأي طبعا، هم أنصار الجانب الإلكتروني، وأما أصحاب الكتاب فإنهم يفنّدون هذا الرأي ويردون على أصحابه وينتصرون للكتاب، بأن له مميزاته أيضا، فهو مريح للعين من جهة صحية، وبالاستطاعة التنقل به في كل مكان، وقراءته بأي طريقة ووضعية، وفوق هذا وذاك، وهو الأهم، من ناحية علمية موثوق به أكثر من الأجهزة وشبكة الإنترنت، فالبعض من الكتّاب والباحثين إذا أراد الرجوع إلى مصدر معين، فإنه يرجع إلى الكتاب مباشرة، أو يتصفح الإنترنت، ثم ينتقل إلى الكتاب من جديد لتوثيق المعلومة من المصدر الأساسي الذي هو الكتاب.

وتكفيه ميزة، أي "الكتاب"، أنه الأقدم والأجدر، فالكتاب يكاد يكون هو أقدم وسيلة أدبية ومعرفية وثقافية، بعكس الحاسوب وأنواعه، فإنه يعدّ وسيلة حديثة

أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب

الكتاب ما يزال حاضرا وبقوة، والدليل على ذلك تسابق الدول في عمل المعارض والمهرجانات الخاصة بالكتاب، والإقبال عليها رائع، وهذا يعكس عشق الجمهور للكتاب، وليس هناك مجال هنا لسرد الأرقام التي توضح ذلك.

وبهذا نستطيع أن نقول، إن الكتاب الورقي، إن لم يكن متفوقا في هذا الزمن على كثير من الأجهزة والكتاب الإلكتروني، فهو بلا شك ند عنيد لها.