أيا كانت الاحتفالية المتوقعة لتكريم المواطن الإنسان سلطان بن سلمان، يوم الأحد المقبل، فلن تعادل فرحته بالطفلة فاطمة الشهري التي وقفت على قدميها، وتقدمت خطوة إلى الأمام في جمعية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير للمرة الأولى، بعد 6 سنوات من تعب الأب والأم، والتنقل بين المستشفيات الحكومية والخاصة، بحثا عن بصيص أمل في علاج طفلة أتت بصوت هادئ وملامح جميلة ليصدم الأطباء الوالدين بتقارير طبية تشاؤمية، وصلت بأحد الاستشاريين في أحد مستشفيات أبها إلى إبلاغ الأب بأن حالة ابنته ميؤوس منها، وقال له: "وضع الطفلة "فاطمة" صعب وحرج، وفرصة تحسن حالتها ضئيلة للغاية".

التف منسوبو مركز عسير حول الطفلة "فاطمة" ذات الرداء الأبيض واحتفلوا بخطواتها، وكانت السعادة تسبح في دموع القسم الطبي وفي مقدمتهم الأخصائية السعودية بشائر، وكان الوالدان في قمة السعادة، أما "فاطمة" فكانت كالفراشة تريد أن تحلق في الأجواء وتتمايل طربا مع قدميها النحيلتين، وكانت الابتسامة الطفولية العفوية مع شقيقتها ومع من حولها هي اللغة الواضحة والكافية عن ألف معنى ومعنى.

الريادة العربية ستحتفي بالأمير الإنسان، وستكون فرحة الطفلة "فاطمة" ووالديها أكثر ما يحرك مشاعره وأحاسيسه.

وستحتفي "فاطمة" وبقية أطفال فروع الجمعية بمن اهتم بهم، وزرع الأمل في عيونهم، ووزع الابتسامة على شفاههم.

"فاطمة" أغمضت عينيها وأنصتت إلى نفسها، وإلى قدرة خالقها وفضله ونعمته.

"فاطمة" تحدث الأميرين: فيصل بن خالد، وسلطان بن سلمان، قائلة لهما: إن الحزن الذي أمعن في اغتيال طفولتها ذهب إلى غير رجعة، وأتى الفرح ليعزف على الساقين النحيلتين إيقاع رقصة الحياة.

"فاطمة" تمشي على قدميها.. اللهم لك الحمد.