في الوقت الذي يواجه المستهلكون بالمملكة أزمة في ارتفاع أسعار فواتير المياه، أكد عضو مجلس شورى لـ"الوطن"، أن نسبة استهلاك المياه في المملكة تعد مرتفعة، مقارنة بالدول الأخرى المشابهة من حيث المساحة وعدد السكان، ما يعني فشل حملات ترشيد المياه التي لم تغير من الأرقام شيئا، ولم تف بالغرض المطلوب منها.
وأوضح رئيس لجنة المياه والزراعة والبيئة بمجلس الشورى الدكتور علي الطخيس، أن ملفات الترشيد المطلقة من الجهات الحكومية ومن ضمنها وزارة الزراعة والمياه، أي قبل إنشاء وزارة المياه والكهرباء، أي قبل ثلاثة عقود، لم تلق سوى الضعف في التجاوب، بدليل استمرار ارتفاع معدلات استهلاك الفرد.
لم تؤد الغرض
أوضح الطخيس أن مستوى ترشيد المياه في المملكة بشكل عام ضعيف، رغم حملات الترشيد والتوعية الكثيرة، وإن اختلفت فيما بينها في أسلوبها وجمهورها وتوقيتها، منوها بأن حملات التوعية والترشيد قبل وبعد إنشاء وزارة المياه والكهرباء وبمنهجياتها المختلفة لم تؤد الغرض وكانت نتائجها واحدة وهي ضعف التجاوب مع تلك الحملات، بدليل استمرار معدلات استهلاك الفرد اليومي من المياه بالتزايد وليس بالتناقص خلال السنوات الماضية. وواصل الطخيس أن الجهات الحكومية نفذت حملات ترشيد موسمية ولم تؤد الغرض المنشود منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر أسابيع المرور ولم تنخفض حوادث المرور ولا الوفيات ولا الإصابات المرورية، كذلك عقدت عشرات الحملات لأسابيع زراعة الشجرة والتوعية الصحية وغيرها.
ثقافة الترشيد
رأى الطخيس أن الحلول لرفع مستوى ثقافة الترشيد يجب أن تبدأ من بداية رياض الأطفال وتتدرج معهم لبقية مراحل التعليم، بما فيها المرحلة الجامعية، والأهم من ذلك أن يتوافر من يؤمن ويصدق بثقافة الترشيد، قائلا: "للأسف الشديد نسينا أو تناسينا أن الترشيد واجب ديني حيث يأمرنا عز وجل في محكم كتابه ويقول "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكُلُوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، هذه الآية العظيمة فيها توجيه رباني للترشيد في كل شيء، فالترشيد واجب ديني ووطني.