نعشق عطلة نهاية الأسبوع وننتظرها بفارغ الصبر، ورغم أنها تتكرر كل أسبوع، إلا أن لذتها غريبة، تجعلنا في كل مرة نشعر وكأنها أول عطلة نهاية أسبوع تمر علينا.

ولكن، من ابتكر فكرة عطلة نهاية الأسبوع حتى أصبحت نظاما عالميا تقره كثير من الدول والشركات والمؤسسات؟ لا أحد يستطيع الجزم بمعرفة الحقيقة، ولكن كثيرا من المصادر تؤكد أن الأديان كان لها أثر كبير في فكرة عطلة نهاية الأسبوع، فالمسلمون لهم يوم الجمعة، والمسيحيون لهم يوم الأحد، واليهود لهم يوم السبت، ولكن لم تكن عطلة بمعنى يوم كامل، وإنما مجرد تساهل أرباب العمل مع عمالهم ليقيموا شعائرهم الدينية ويعودون إلى أعمالهم.

وفي عز الثورة الصناعية الغربية، بين القرن الـ19 والقرن الـ20، تغير الحال، فكان استغلال رأس المال للعمال استغلالا متوحشا، أرغموهم على العمل 7 أيام في الأسبوع مستغلين فقرهم وعوزهم، مما دعا كثيرا من الفلاسفة والمفكرين إلى الدفاع عن العمال المضطهدين، ومن أشهرهم "كارل ماركس"، و"فريدريش انغلس".

تزامن هذا مع تأثير الحركات العمالية والنقابات العمالية في أميركا، والتي كان لها دور كبير في إعطاء العمال حقهم بإجازة يوم الأحد، بحكم الأغلبية المسيحية في أميركا.

في ذلك الوقت، توافد كثير من المهاجرين اليهود إلى أميركا، وأصبحوا يطالبون بحقهم في إجازة يوم السبت مساواة ببقية العمال المسيحيين.

وهناك من يقول، إن هنري فورد رغم عدائه للحركات العمالية إلا أنه أول من خصص يومي السبت والأحد، ليكونا عطلة نهاية الأسبوع مدفوعة الأجر، ولم يكن هدفه إنسانيا بقدر ما كان ماديا بحتا، بحكم أن كثيرا من العمال يتمنون أن يملكوا سيارات فورد، ولكن ليس لهم وقت كاف للتنزه والاستمتاع بها، وبالفعل كان لهذا القرار أثر في رفع مبيعات الشركة.

في الختام، أحب أن أشكر صاحب هذه المبادرة أيّا كان، وبغض النظر عن نواياه.