يتوقع مراقبون أن فشل الاجتماع الذي عقد مؤخراً في الدوحة لتثبيت إنتاج النفط يمكن أن يدفع بعض الدول المنتجة الكبيرة إلى حافة الهاوية بعد سنتين تقريباً من انهيار أسعار النفط. وحضر اجتماع الدوحة حوالي نصف الدول المنتجة - العراق، ونيجيريا، وأنجولا، والإكوادور، وفنزويلا، وأذربيجان، ودول أخرى- تسعى للحصول على دعم مالي من جهات دولية.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أمس إن الاقتصاد في فنزويلا سيتقلص هذا العام بسبب تراجع الدخل النفطي، الذي أثر أيضاً على توليد الطاقة لدرجة أجبرت الحكومة على تمديد عطلة نهاية الأسبوع إلى ثلاثة أيام لتوفير استهلاك الطاقة.

ركود روسي

في روسيا، التي كانت من مهندسي محادثات الدوحة، صرح وزير النفط الكساندر نوفاك للصحفيين أن الفشل في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤخر تعافي أسعار النفط حتى منتصف 2017. وكان مسؤولون يعتمدون على ارتفاع أسعار النفط لإنقاذ البلد من حالة الركود الاقتصادي. وكان الاقتصاد الروسي قد تقلص بمعدل 3.7 % في 2015 بسبب تدني أسعار النفط والعقوبات الغربية، ويتوقع البنك المركزي الروسي أن يقل إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.5 % هذا العام إذا كان متوسط سعر برميل النفط 30 دولارا.

التغيير بأنجولا

أما أنجولا، وهي عضو في منظمة أوبك، فهي تسعى للحصول على مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي في إطار استعدادها لمرحلة تغيير سياسي هام. وقالت وزارة المالية الأنجولية في وقت سابق هذا الشهر إن "حكومة أنجولا تعي أن الاعتماد الكبير على قطاع النفط يمثل نقطة ضعف للموارد المالية العامة والاقتصاد بشكل عام".

أذربيجان ونيجيريا

عقدت أذربيجان، التي يعتمد اقتصادها على النفط والغاز بنسبة 75 %، محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض. كما تجري نيجيريا، التي وصل معدل التضخم فيها إلى 13 %، محادثات مع البنك الدولي لمساعدتها على تضييق عجز الميدانية لديها الذي يتوقع أن يصل إلى 11 مليار دولار هذا العام. أما في كازاخستان، التي يغذي الدخل من النفط نصف اقتصادها تقريباً فيتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو إلى 0.1 % هذا العام، مقارنة مع 1.2 % في 2015 و 6 % في 2013 قبل بدء انهيار أسعار النفط.

إنتاج فنزويلا

في هذه الأثناء، بدأت بعض الدول المنتجة للنفط تخفيض إنتاجها بسبب عدم وجود ما يكفي من الأموال للاستثمار في قطاع الطاقة. فقد هبط إنتاج فنزويلا من النفط بمعدل 46.000 برميل يوميا في شهر مارس مقارنة مع متوسط إنتاجها في 2014. وفي نيجيريا، تسببت موجة جديدة من التخريب في تراجع إنتاجها النفطي بحوالي 189.000 برميل يوميا. ومن المتوقع أن يتراجع إنتاج كازاخستان من النفط للعام الثالث على التوالي بسبب تقليص الإنفاق. كما يتوقع تراجع الإنتاج في أذربيجان بسبب انخفاض الإنتاج من بعض الحقول.

موقف السعودية

في المقابل، تتمتع السعودية بموقف أفضل لتحمل انخفاض الأسعار. فاحتياطي المملكة من العملات الأجنبية كان يبلغ حوالي 582 مليار دولار في أواخر فبراير، بحسب صندوق النقد الدولي، وهي تخطط لإنشاء صندوق سيادي بقيمة 2 تريليون دولار. كما أن بإمكان المملكة أن تزيد إنتاجها بمعدل 2 مليون برميل يومياً إذا شاءت ذلك، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.