"لدي 422 صديقا ولكني وحيد"!

بهذه العبارة الصادمة يبدأ الفيديو الذي يناقش ظاهرة الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلتها الهواتف الذكية في متناول اليد.

ليست لدينا دراسات محلية دقيقة. قرأت أن الفتاة الأميركية تقضي ساعتين يوميًا في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أظهرت دراسة تركية -نقلها موقع ترك برس- أن معدل ما يقضيه الشباب الأتراك بين (15-29) عاما، على مواقع التواصل الاجتماعي يبلغ 3 ساعات يوميا على الأقل! "أتكلم معهم جميعا يوميا؛ ولكن لا أحد منهم يعرفني حقا" هكذا يصف الممثل حالته.

"ارفع عينيك -وهذا هو عنوان المشهد المعبّر- المشكلة التي أعانيها عدم قدرتي على النظر في عيونهم حين أكتب أسماءهم على شاشتي ..جلست متأملًا وفتحت عيني -يصف حالته- عندما نفتح أجهزتنا نغلق على أنفسنا الأبواب.. كل هذه التقنية التي نملكها ما هي إلا وهم"!

المقطع مدته 4 دقائق، وأنصح بمشاهدته، وإن كنت لا أميل إلى التطرف في حكمي على الأشياء.. بمعنى لا أتفق مع كل ما ورد في المشهد.. أحاول أن أكون موضوعيًا متجردًا..

مرة أخرى: أنا لا أبرر فعلا سيئا، لكن غالبا الواقع عكس ذلك.. الهاتف الجوال اليوم تجاوز كونه هاتفا لمواقع التواصل أو مشاهدة مقاطع الفيديو و"الشيلات".. ليس كل من تشاهده ممسكًا بهاتفه الجوال هو منغمس في هذه المواقع..

لا بد من إعادة نظرتنا تجاه هؤلاء المشغولين بهواتفهم المحمولة بيننا.. لا بد من تقييم ما نشاهده أمامنا بدراية ومعرفة.. هم باختصار يحملون هواتف ذكية.. كمبيوترات لوحية رقيقة وصغيرة الحجم وسهلة الحمل، تحمل في بطنها ما لا يمكن تصديقه لدى البعض..

ربما -وهذا استطراد ممل- كان يبحث عن رحلة.. ربما كان يسعى لشراء سلعة.. أو إنجاز معاملة.. أو تعبئة استبيان.. أو يشاهد فيلما.. أو يتابع برنامجا وثائقيا.. أو يستثمر وقته في استكمال كتابة بحث!

خذ مثلاً: متوسط ما يشاهده الفرد في السعودية 7 فيديوهات يوميا.. لكن ليس بالضرورة أن تكون كلها فيديوهات فارغة!