في الوقت الذي حذرت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من استخدام أكياس البلاستيك في المنازل والمرافق التجارية، والتي تعد عبئا خطيرا على صحة الإنسان والبيئة، بينت أمانة جدة سعيها إلى الحد من استخدام هذه الأكياس، إضافة إلى إعادة تدويرها عبر عمليات الفرز التي تتم في مرادمها في جدة.


خطر

قال أخصائي حماية موارد بيئية بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور ماجد أبوعشي، "أكياس البلاستيك عبارة عن مواد كيميائية من مواد بوليمرات ? تلبث أن تتحلل وتنطلق وتختلط بالأطعمة المحفوظة داخلها، ومن ثم تدخل لجسم الإنسان مسببة أمراضا خطيرة، كذلك عند اختلاط هذه المواد الكيميائية بالموارد البيئية مثل الماء والتربة أيضا تشكل خطرا ينعكس على صحة الإنسان والحيوان والنبات".

وأكد أن دول الاتحاد ا?وروبي والولايات المتحدة الأميركية تشجع وتستخدم الأكياس الورقية المعاد تدويرها، فلو ذهبت إلى مراكز التسوق الغذائية تجدهم يقومون بتعبئة المنتجات الغذائية في أكياس ورقية رمادية اللون معادة التدوير، و? يمكن أن تجد أكياسا بلاستيكية مجانية، وذلك لأنهم يدركون حجم ا?ضرار التي تسببها هذه الأكياس البلاستيكية.


صديقة للبيئة

أوضح الدكتور ماجد أن الأكياس البلاستيكية الموافقة للبيئة والتي تعرف بالأكياس صديقة البيئة، فهي أكياس تتم صناعتها من مواد ذات أصول نباتية مثل ألياف السليللوز التي يمكن لها التحلل في الطبيعة، و? يوجد لها تأثير سلبي على التربة والمياه السطحية أو الجوفية، وعلى سبيل المثال توجد مادة صديقة للبيئة تصنع منها أكياس بلاستيكية تدعى d2w تتحلل عند وصولها لمردم البلدية، إلى كربون وماء، وذلك عند تعرضها لعوامل الحرارة والضغط والأشعة الفوق بنفسجية.


نفوق المواشي

بين أن المواشي التي تقوم بأكل الأكياس البلاستيكية مختلطة بأعلافها والأعشاب البرية التي تقتات عليها في الصحراء والأماكن البرية معرضة للنفوق من جراء أضرار البلاستيك كما تشير العديد من الدراسات.


تأثيرها على الحياة البحرية

ذكرت الدراسات التأثير السلبي للأكياس البلاستيكية على البيئة والحياة البحرية، فهو السبب فيما يعرف بظاهرة الانتحار الجماعي للد?فين نتيجة لشعورها بالألم الناجم عن انسداد معوية ?بتلاعها كميات كبيرة من البلاستيك، كذلك لوحظ تأثر وموت العديد من المستعمرات المرجانية البحرية نتيجة حجب أشعة الشمس عنها بواسطة البلاستيك، ونحن نعلم أن المرجان هو كائن حي يحتاج إلى ضوء الشمس المباشر للقيام بوظائفه الفسيولوجية الحيوية التي تضمن بقاءه وتكاثره، أيضا يسبب البلاستيك في حا?ت اختناقات ونفوق ?عداد كبيرة من السلاحف البحرية والسماء المتنوعة، وهذا ? شك يهدد الحياة البحرية والفكرية، ويهدد الأنواع النادرة من هذه الكائنات.


التدوير هو الحل

أوضحت أمانة جدة أن الأكياس البلاستيكية يتعامل معها عن طريق إعادة تدويرها، من خلال فرز النفايات في مرادمها بوادي العسلاء، حيث يتم تنفيذ 12 خطا لفرز النفايات، وكذلك مشروع لإعادة تدوير الإطارات، وهذا كله بهدف إعادة الاستفادة منها في العديد من الاستخدامات.

وقال وكيل الأمين للخدمات المهندس أحمد المحنبي إن الأمانة تدعم كذلك جميع الفعاليات التي تسهم في رفع مستوى وعي سكان وزوار جدة بضرورة المحافظة على البيئة والتعاون مع مشروع أمانة المحافظة لفرز النفايات، ومن هذه الفعاليات التوعوية فعالية "سمك بلاستيك"، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات تتحدث عن أهمية المحافظة على البيئة والتعريف بالضرر الذي تسببه قوارير البلاستيك على البيئة حال التخلص منها بطريقة غير صحية ورميها على الشواطئ وفي البحر.


فرز النفايات

أضاف المهندس أحمد المحنبي أن أمانة جدة سبق أن أطلقت مشروع فرز النفايات من المصدر تحت عنوان "لأني أحب جدة أفرز نفاياتي"، حيث تم اختيار 8 أحياء لتنفيذ المشروع، وتابع "كما خصصت الأمانة مراكز فرز بداخلها عدد 3 حاويات بألوان مختلفة للفصل بين النفايات من حيث القابلية للتدوير، وهو ما سيسهم في القضاء على أهم العقبات التي تمنع الاستفادة من الاستثمار في مجال التدوير، كما يعد مشروع الفرز من المصدر واحدا من أهم المشروعات الحضارية التي تعمل على حماية البيئة والمحافظة عليها من التدهور والتلوث البيئي.


مشتقات البترول

أضاف الدكتور أبو عشي، أن أكياس البلاستيك تصنع من مشتقات البترول، وهي عبارة عن مواد لدنة مصنوعة من البولي إيثيلين polyethylene ومواد الـpolyvinyl chloride، ولذلك يجب منع استخدامها في المحلات التجارية، واستبدالها بالأكياس الورقية، وكذلك التشجيع على استخدام أكياس مصنوعة من مواد نباتية قابلة للتحلل.


تقصير الأرصاد

ألقى الدكتور تركستاني اللوم على عدم وجود برامج تثقيفية للمجتمع، وهناك تقصير كبير من إدارة التوعية في رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، لأنها لم تعط الموضوع أهميته، فتثقيف المجتمع مهم جدا لعدم استخدام هذه الأكياس على المدى البعيد، وفي أضرار رميها وإلقائها وعدم استخدامها في المأكولات.


تلوث ثلاثي

أستاذ الكيمياء المشارك في جامعة أم القرى الدكتور فهد تركستاني، أكد من جهته أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل شكل لجنة قبل سنوات من الإمارة، لدراسة ظاهرة الأكياس البلاستيكية المنتشرة على طريق مكة المكرمة والطائف وجدة، وكنت حينها عضوا في هذه اللجنة، ولا أعلم بعدها النتائج التي خرجت بها. وأضاف "الأضرار التي تتركها هذه الأكياس البلاستيكية ثلاثة، هي: تلوث بصري وفيها تشويه للمنظر العام في الخطوط السريعة، وتلوث نباتي لأنها تسبب أضرارا بالغة بالثروة النباتية وتمنع وصول الأكسجين والشمس إلى النباتات، وتؤدي إلى موتها مع الزمن، وهذه النباتات تغذي الحيوانات وتمنع الزحف الرملي على الطرق والمدن، إضافة إلى أن لها ضررا على الثروة الحيوانية والبحرية.  مضيفا "هذه الأكياس تصنع من مواد هيدروكربونية من البوليمر الطويل والمونمر، وهي المشكلة، وهذه فيها مواد مسرطنة وأخرى سامة ومواد خطرة".


تقاعس تنفيذ الأنظمة

هناك نظام معمول به من وزارة الشؤون البلدية والقروية منذ 14 سنة، يمنع تداول الأكياس في الأطعمة الساخنة والمشروبات الساخنة، لكن للأسف هناك تقاعس في تنفيذ القرار، وفي الهند مثلا هناك قانون يجبر المشتري على دفع مبلغ بسيط في حال استخدم هذه الأكياس.