يحتفل العالم من حولنا بين فترة وأخرى بـ"يوم السعادة العالمي"، وكالعادة تم إعلان ترتيب الشعوب الأكثر سعادة، ويحتل الإسكندنافيون المراكز الأولى، حيث تتناوب الدنمرك والنرويج والسويد المراكز الأولى!
التقارير الصادرة خلال الفترات الماضية لم تخلُ من معلومات قد تبدو طريفة. فدول الربيع العربي مثلا صنفها أحد التقارير كأقل الدول سعادة في الشرق الأوسط، بينما اليابان -بتطورها الصناعي المذهل- لديها شعب غير سعيد!
أما أعداؤنا الصهاينة -تأمل معي- الذين يعيشون في أرضنا العربية المحتلة، فقد وضعهم أحد تقارير السعادة في مركز متقدم على جميع الشعوب العربية، بينما "سلطنة عمان" جاءت في مركز متقدم عالميا، والثانية عربية بعد الإمارات، متقدمة على قطر والكويت، وعلى بلادنا!
تقرير الأمم المتحدة عن الشعوب الأكثر سعادة، حتى وإن لم يحظَ باهتمام الكثيرين الذين يعتبرونه مجرد خبر طريف؛ يعتمد في معاييره على شعور الفرد بالسعادة خلال حصوله على تعليم وصحة جيّدين، ومستوى معيشي مرتفع، أضف إلى ذلك عوامل أخرى تتعلق بغياب الفساد، وتمتع الفرد بالحريات الشخصية!
لدي قناعة أن المعايير الحقيقية للسعادة يمتلكها الإنسان نفسه، ولا تخضع لمعايير الأمم المتحدة أو غيرها!
خذ هذا المقترح الطريف الذي يقدمه أحد الأصدقاء لهيئة الأمم المتحدة، والذي يتضمن إدراج "الاستراحات" ضمن معايير الشعوب الأكثر سعادة.
فلو تم إدراج هذا المعيار، لتصدرت بلادنا قائمة الشعوب الأكثر سعادة في العالم!
يقول لي عن المعيار الخاص لديه: "بعد أحداث الربيع العربي أصبحت أكثر قناعة. استراحتنا توفر لنا سعادة غير موجودة لدى المواطن النرويجي ولا الدنمركي: "شبة نار"، ودلة قهوة، و"تمرة سكري"، ومفاطيح، و"فلة حجاج"، وشاشة بلازما ضخمة كأنها سينما، وعامل "مطنوخ، يفهمها وهي طايرة"، وأجواء لطيفة تشعرنا بالسعادة"!
لا أقلل من معايير منظمة الأمم المتحدة، ولا معيار صاحبنا. فالسعادة مفردة بدأت تتكرر في أجندات كثير من حكومات العالم، ويختلف الشعور بها من شخص إلى آخر، إذ إن لكل إنسان معاييره الخاصة به كما ذكرت قبل قليل. المهم أن نقرأ تقارير الأمم المتحدة بواقعية، ونعمل على تطبيق الملائم منها، والمهم الآخر -من وجهة نظر كثيرين- أن تمتلك معيارين مهمين: الصحة الجيدة والقناعة. بذلك تكون السعادة، ودونهما من النادر أن تبدو سعيدا!