يتداول الناس بين حين وآخر قوائم لما يسمونها مقترحات لدمج بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية، وإلغاء أو تقليص عدد آخر منها.. أمامي الآن واحدة منها..
غير أن كثيرًا من هذه القوائم هي تطلعات أو أحلام أو أمنيات.. لكن لا يمنع من تناولها والتعليق عليها، بل ودراستها والأخذ بها، إن كانت تخدم المصلحة العامة.. الحكمة ضالة المؤمن..
غني عن القول أن هذا الأمر - أعني التقليص - ذو عوائد متعددة.. أولها اقتصادية، كتوفير النفقات، والمباني، والطاقة والمساحة.. وثانيها إدارية.. من خلال توفير الجهد وتقليل دورة العمل وسرعة الإنجاز والقضاء على تداخل الصلاحيات..
التردد يعوق تحقيق الطموحات.. الصورة الحالية لبعض مؤسسات الحكومة ليست قرآنًا منزلًا، لا يجوز المساس به.. بل هو اجتهاد بشري كان مناسبا لزمن مضى، وقد لا يكون مناسبا لوقتنا الحالي..
أمام هيئة الخبراء في مجلس الوزراء مهمة وطنية لإعادة تنظيم بعض المؤسسات.. ودمج بعضها..
أعود بكم بضع سنوات للوراء.. حينما طالبت بتفكيك (المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني) ودمج كلياتها الموجودة في المناطق مع الجامعات.. فتصبح كلية التقنية في جدة - مثلًا - إحدى كليات جامعة الملك عبدالعزيز، وقس على هذا بقية الكليات والجامعات في بقية المناطق.. كانت المؤسسة "كوبري" لآلاف الشباب نحو رصيف العطالة .. لم يستمع أحد.. غضب حينها محافظ المؤسسة - والذي أحمل له كل التقدير كرجل وطني مجتهد - وعدّ مقترحاتي محاربة شخصية لجهوده.. تعهدت بترك الحديث عن المؤسسة حتى يخرج منها!
اليوم واقع هذه الكليات مؤسف للغاية.. تشهد عزوفًا كبيرًا.. مبان ضخمة خاوية تبحث عن الطلبة والطالبات فلا تجد.. هدر مالي كبير.. لو أن اقتراح الفقير إلى الله تم العمل به لاستطعنا تجاوز هذا المطب.. لكننا نتعامل مع بعض المقترحات بقلق بالغ ..
نخشى التغيير دون سبب وجيه!