تصاعدت أمس ردود الأفعال الغاضبة حول المجزرة التي ارتكبها نظام بشار الأسد في إدلب، وأودت بحياة أكثر من 50 مدنيا في مخيم للنازحين تعرض لثلاث غارات جوية متتالية. وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، بإجراء تحقيق فوري في الحادثة، معربا عن شعوره بالرعب والاشمئزاز إزاء هذا الهجوم الذي استهدف مدنيين أبرياء. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، تعليقا على قصف مخيم "كمونة" للنازحين السوريين، الذي يبعد 20 كيلومترا عن الحدود التركية، إنه بات من الواضح للجميع، أن نظام الأسد يحتقر الجهود الدولية الرامية لإعادة تطبيق وقف الأعمال العدائية في سورية، ووصف قصف المخيم، بالمفزع، مضيفا أن الوقت حان لكي يستخدم كل من له نفوذ على الأسد، ليقول له كفى. وفي بيان مشترك صدر أمس عن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، وصف الاتحاد الأوروبي قصف نظام الأسد مخيم النازحين بالأمر "غير المقبول"، معتبرا أنه يمثل "انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي".


 


لا يوجد مبرر

وصفت واشنطن، أمس، قصف النظام لمخيم للنازحين السوريين شمالي البلاد، بأنه "غير مبرر". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، تعليقا على القصف "لا يوجد عذر يبرر تنفيذ غارات جوية ضد المدنيين الأبرياء الذين فروا أساسا من منازلهم هربا من العنف".

وفي سياق مواز، يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل باريس ثم لندن، لإجراء مباحثات تتناول بصورة أساسية سبل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر في سورية، وفق ما أعلنته الخارجية الأميركية أول من أمس.

اتفاق روسي أميركي بتوسيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في فبراير الماضي بسورية ليشمل حلب.

لكن الهدوء لم يعم سورية، إذ قتل نحو 28 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال في غارات جوية على مخيم للنازحين في شمال البلاد قرب الحدود التركية، في آخر مجزرة يشهدها هذا البلد.


 




دعم روسيا وإيران

بينما تعهد نظام الأسد الالتزام بالهدنة التي أعلنتها واشنطن وموسكو أول من أمس، إلا أن الهدوء لم يعم سورية، وجاء الهجوم على مخيم النازحين ليزيد الوضع تعقيدا، وقالت حركة أحرار الشام إن قصف النظام، والدعم المقدم له من إيران وروسيا، يمثل استمرارا لإبادة الشعب السوري وتخريب البنية التحتية للمدن، مضيفة أن النظام الذي يخير شعبه بين الجوع والموت والدمار أو الاستسلام لا يستحق أن يكون شريكا سياسيا في كل الأحوال.

بدوره، طالب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد، كي يوقف "انتهاكاته المتكررة للهدنة، ولا يندفع إلى شن هجوم عسكري واسع النطاق على حلب".

وقال حجاب في تصريحات صحفية إنه "يتعين على المجتمع الدولي فرض إجراءات مشددة وممارسة ضغوط متزايدة على أولئك الذين ينتهكون الهدنة، وحينها فقط تكون هناك فرصة لأن تحترم هذه الهدنة وتصمد".


 




تقدم المعارضة

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن جماعات المعارضة المسلحة سيطرت على بلدة مهمة استراتيجيا بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية جنوبي حلب سقط خلاله 73 قتيلا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "جيش الفتح" استولى فجر أمس، على بلدة خان طومان وقرى محيطة بها بالقرب من حلب بعد معارك استمرت أقل من 24 ساعة. من ناحية ثانية، لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب 15 آخرون، مساء أول من أمس، في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته مروحية تابعة للنظام على قرية "أم الكراميل" ببلدة "الزربة" الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، جنوبي حلب.