عد مختصون في القانون وتقنية المعلومات توثيق أرقام الجوال بالبصمة حماية للحسابات الشخصية للمسجل باسمه الجوال، محذرين من خطورة الاستهانة بالمحتويات الإلكترونية المنشورة عبر الجوال بعد مرحلة التوثيق.




حذّر مختصون في القانون وتقنية المعلومات من خطورة الاستهانة بالمحتويات الإلكترونية المنشورة عبر الجوال بعد مرحلة توثيق أرقامه بالبصمة؛ نظرا لاكتسابها صفة القرينة القانونية، حيث تعتبر توثيقا دوليا معتبرا في الأنظمة الإلكترونية للحصانة ضد الاختراق، وحماية الحسابات الشخصية للمسجل باسمه الجوال.


 


مسؤولية المستخدم

قال المختص في تقنية المعلومات محمد السريعي لـ"الوطن" إن "بصمة الجوال تعتبر توثيقا رسميا، وتمثل آمانا قويا وفعالا، يحمّل صاحب الجوال المسؤولية كاملة عن جواله، ومحتوياته، وما ينشر من خلاله عبر وسائل التواصل الاجتماعي تويتر، وسناب شات، وأنستجرام، وفيسبوك، ويوتيوب، وتيليجرام، ووآتساب، وغيرها، باعتبارها مربوطة آليا برقم الجوال".

وأضاف أن "ذلك يعني أن الرقم المستخدم في الجوال الموثق بالبصمة أصبح تحت دائرة الرصد، وإمكانية مراقبته، والوصول إلى مستخدمه عند الحاجة، الأمر الذي يجب أن يعيه صاحب الجوال، ويتحمّل مسؤولية كافة محتوياته التي تبث من خلاله عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي".


 


جرائم معلوماتية

أوضح السريعي أن "أخطر ما يجب التحذير منه هو الجرائم المعلوماتية، كالابتزاز، أو انتحال الشخصية، أو النصب والاحتيال، أو غيرها، إضافة إلى جرائم القذف والسب والسخرية والاستهزاء، أو التأجيج الطائفي، أو العنصري، وكذلك جرائم التعذيب أو العدوانية، أو الإيذاء الجسدي أو النفسي، أو امتهان الطفولة، أو إيذاء الحيوانات، أو إفشاء الأسرار الوظيفية، أو التعاميم الرسمية، أو التطاول والشكاوى الكيدية، أو الاتهامات غير المسؤولة تجاه أي شخص في المجتمع، سواء كان مسؤولا رسميا أو شخصا عاديا"، مشيرا إلى أهمية رفع مستوى الوعي الاجتماعي بهذا الجانب.


 


قرينة قوية

يرى المستشار القانوني المحامي خالد الشهراني أن "بصمة الجوال تعتبر حتى الآن قرينة يحتج بها في نظام الجرائم المعلوماتية، ما يعني تحمـّـل صاحب الرقم المسؤولية كاملة عما يصدر من جواله في كافة وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف أن "بصمة الجوال لم تعتمد حتى الآن في النظام القضائي باعتبارها دليلا قطعيا، يحتج به ويعتمد عليه، بل تصنف كقرينة قوية، مما يعني اكتسابها صفة قانونية ذات أهمية لا يمكن الاستهانة بها، وإن لم ترقَ إلى مستوى الدليل القطعي".

وطالب الشهراني بتنظيم حمل توعية شاملة لأهمية بصمة الجوال وماذا تعني على المستوى الشخصي والرسمي، من خلال الإعلام المرئي، ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز حماية المجتمع من أضرار الجرائم الإلكترونية، ويحمي الجاهلين من عواقب سلوكياتهم السلبية، وهو ما يسهم بفاعلية في خلق حالة من الوعي الجماعي التي ترتقي بالممارسات الإيجابية للجوال، ويخدم القيم الإيجابية، ويحمي المجتمع". وطالب المستشار القانوني بحث اعتماد البصمة الإلكترونية ضمن الأدلة المعتمدة قانونا في النظام العدلي، لرفع مستوى الضبط القانوني للاستخدام السلبي للجوال، الأمر الذي من شأنه حماية المجتمع من المخرجات السلبية للتقنية".