الموسيقار سراج عمر، هذا هو المسمى الصحيح له، إذا كان عند المصريين محمد عبدالوهاب، فعندنا سراج عمر، صاحب التاريخ الطويل من الموسيقى والألحان التي ما زالت خالدة في الوجدان المحلي والعربي، ويأتي على رأسها ما نردده كل يوم ونحن نقف احتراما للعلم، السلام الوطني.

شكل سراج عمر حالة فنية فريدة، فأعماله صارت أيقونات وعلامات خاصة، بدءا بمقادير، تلك الأغنية التي يمكن القول إنها أول أغنية سعودية تجد طريقها للمستمع في الوطن العربي، ولن أبالغ لو قلت إنها مرت على حناجر كل الفنانين العرب، هذا خلافا لروائعه الأخرى، الموعد الثاني، مرتني الدنيا، وأعماله التي قدمها للوطن، بلادي بلادي منار الهدى وغيرها.

اليوم يعيش الموسيقار سراج عمر في عزلة تامة، بعيدا عن ضجيج الأضواء والفن والبزنس، بعد أن أصيب بحالة إحباط كبيرة، وترافق مع المرض والشيخوخة، ويؤكد بعض المقربين منه أنه لا يكاد يجد قوت يومه، فلا دخل له من أي جهة ولا مصدر رزق، سوى ما يقدمه بعض الميسورين ممن يرتبط بهم بعلاقة قرابة أو صداقة، وحتى إن عزة نفسه لا تجعله يقبل مثل هذه الهبات.

فنان بهذا الحجم وهذه القيمة لا يستحق منا هذا التجاهل والتهميش، وهو الذي أفنى حياته وهو يدوزن الألحان ويصنع ذائقتنا، فأقل ما يمكن أن نقدمه له أن ننتشله من حالة العزلة والإحباط التي يعيشها، بإعادته بيننا عبر مبادرة يستحقها، وستكون لفتة رائعة من وزارة الثقاقة والإعلام، لو خصصت له مرتبا شهريا يعينه على مصاعب الحياة، ثم تكريمه تكريما لائقا يستعيد به السعادة التي فقدها، وجعلته يتخلص من أعماله، ويحرق مكتبته الغنائية، لأن أحدا لم يعد يلتفت إليه ويشعره بقيمته كفنان مختلف، وضع مع مجايليه اللبنات الأولى للفن السعودي.