ينشأ الإنسان الطبيعي الطموح راسما أمامه خططا مستقبلية للوصول إلى هدف مّا يحتاج تحقيقية. لكن بعض هؤلاء الأشخاص ينشؤون في بيئة صعبة، وذلك نتيجة عدة أمور تتصدرها نظرة المجتمع وأسلوب الحياة فيه، وأخص بالحديث هنا؛ الأنثى.

إذ إن الأنثى في مجتمعي مهما بلغت من العمر والرشد، وإن كانت على درجة عالية من الثقة والحكمة وسداد الرأي، إلا أنها تظل قاصرا، وبلوغها سن المئة لا يخولها بلوغ الرشد في نظرهم، فتبقى أسيرة لعادات لم ينزل الله بها من سلطان، مكسورة الجناح لا تطير، ولا تستطيع التغريد.

الأنثى المتفائلة لا تقف مبالية على عتبة عادات خاوية أو تقاليد عميقة الجذور أو موروث اجتماعي تفرض تحجرها، وتقلص من حجمها، ولكن بتصرفات تنم عن عقلية واعية بما حولها تحاول تلافي تلك العقبات قدر المستطاع.

تخطي تلك العثرات لا يكون بتلك البساطة التي يتصورها البعض، ولكن استيعاب خطوط الطول والعرض لأحجام تلك العوائق يعين على مهمة تجاوزها، على الرغم من صعوبة التعامل مع من يدنو بنظرته للمرأة في المجتمع، إلا أن هناك أمورا أسهل بكثير من مواجهة من "يدعي" العلم والدين ويُرى فيه صدق القول وأحقية الوجاهة. أولئك الذين تعد ثقافة العيب الأساس في تعاملهم، وليست تعاليم الدين. فقط يؤخذ منه ما يناسب أهواءهم والباقي يُغض الطرف عنه.

الأمور لا تقاس إلا بالعقل والمنطق وإثبات الدليل الشرعي، وليس بآراء فوضوية تخدم مصالح شخصية.

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، كرّمه بأن ميزه عن بقية مخلوقاته بالعقل. هذا التكريم الإلهي له قدرات تتفاوت وتراوح من شخص لآخر، ويتباين الناس عن بعضهم بعضا في آلية التفكير، وهذا حسب الوراثة والنشأة والبيئة وما إلى ذلك.

وتبقى أكثر أوامر ووصايا الله تعالى في كتابه الكريم هي بضرورة استخدام هذه القدرة العقلية، من أقواله سبحانه: "أفلا تعقلون"، "ألا يتفكرون"، "تفكروا في خلق الله"، "أفلا يتدبرون". "يا أولي الألباب". وهذه الوصايا والأوامر بالتفكير والتدبر ما هي إلا رحمة ورأفة منه تعالى، حتى يعيش الإنسان المسلم حياته بالشكل الصحيح السليم الخالي من التعقيد، كما أرادها الله لهذا الإنسان.

ما أودّ قوله: هو أن استخدامك عقلك كما أمرك تعالى، واعتدالك في خطواتك، واتزانك ومراقبة الله تعالى وحده، كفيلة بتقدمك، ولا يسمح لأي شخص مهما كان، ثنيك، أو فسح المجال له للبحث عن خطأ أو زلة، سواء كان القريب أو البعيد، الإمعة والمتفقه، الحاسد أو الناقم.