فارق النقاط الثلاث الذي انفرد به الأهلي في صدارة الدوري السعودي عن ناد شرس داخل الملعب وخارجه مثل الهلال قبل نهاية الدوري بأربع جولات إحداها تجمع الفريقين في لقاء مباشر هو الفارق الأخطر في كرة القدم، وهو أشبه بنتيجة هدفين مقابل هدف وهي النتيجة الأخطر، وعندما أقول بأن الهلال شرس خارج الملعب لا أعني بعض المحسوبين عليه الذين يحاولون تقزيمه بطرق عقيمة عفا عليها الزمن وتفتحت عقول وغُلِّقت أخرى، بل أقصد بالهدوء الهلالي الإداري المثير وأشياء أجرأ.

هذا الدوري العاق علَّم الأهلاويين طوعًا أنه لا أمان معه ولا ثقة في الحصول عليه إلّا في نهاية المطاف، فالدوري ذاته جاء إلى جدة وقالت المباراة للأهلي أمام الشبابيين "هيت لك"، لكن الهدف حينها لم يُسجل، لذا لم يتحقق الهدف ليلتها وبقي الأهلي منتظرا حتى أغراه ذات الدوري المراوغ في نسخة أخرى بعدم الخسارة والانتصار على المتصدر حينها النصر ذهابًا وإيابا، ولكن في ليلة كأنها الليلة أعاد التعاون أهلي جدة إلى فصول البداية المؤرقة، ومن لا يستفيد من تجاربه يسقط، وإذا طاح الأهلي كثرت سكاكينه، وإن حكى غنَّت معه كل جدة، "وإن سكت غصبٍ عليهم يسكتون"، دروس قاسية وضربات دامية تلقاها الأهلي في رحلة البحث عن الدوري وأجمل ما في قسوة الدروس أنها بقدر ما تؤلمك تعلمك وتهذبك وتعطيك بقدر ما تأخذ منك.

اليوم ست نقاط كافية لتحقيق اللقب بشرط أن تكون ثلاثة منها من الهلال، والنقاط الست ذاتها كفيلة بإعادة الهلال للصدارة، الكرة في ملعب الفريقين والبقاء هذه المرة للأقوى والأهدأ، يُذكر أن أجمل ما في أهلي جدة العتيد أنه لم ييأس وكأني به يردد لهذا الدوري العاصي في كل مرة يستعصي عليه فيها

"عبثًا تحاول لا فناء لثائرٍ .. أنا كالقيامة ذات يومٍ آت".