أكد مدير السجون بمنطقة عسير العميد مبارك بن محيا السليس، أن المديرية تعتبر الأكبر من حيث عدد الفروع بقرابة 18 سجنا، و3 فروع لدور توقيف الوافدين، مبيناً أن سجون عسير تشهد تطوراً كبيراً في مختلف الجوانب، عبر خطط تطويرية شاملة، وبرامج خاصة، ينفذها ويشرف عليها عدد من المختصين والكوادر المدربة بشكل جيد من الرجال والنساء، كما تم إنشاء مختبر للسموم يخدم سجون منطقتي جازان ونجران.
خطط تطويرية
أكد السليس لـ"الوطن" أن جميع سجون المملكة تشهد خططا تطويرية شاملة، وحظيت مديرية سجون عسير بدعم من ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وبمتابعة من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، ومدير عام السجون اللواء إبراهيم الحمزي.
وأضاف أن مشاريع سجن أبها تشمل إنشاء مبان للإدارة وترميم بعض العنابر القديمة وفتح مرافق حيوية للسجناء تخدمهم في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والزيارات العائلية داخل السجن، وكلها تهدف إلى تحسين البيئة بشكل عام، سواء من الداخل أو الخارج، كما امتدت تلك المشاريع التطويرية لعدة محافظات كبيشة وظهران الجنوب، بالإضافة إلى تغيير بعض المباني القديمة في سجون المنطقة خصوصاً المباني المستأجرة، ويجري العمل عليها، وتم البدء بسجن محافظة تثليث، وهناك بعض السجون الأخرى تنتظر دورها، مؤكدا أن ذلك كله يتم وفق رؤية هندسية صممت من مختصين ومهندسين لتهيئة البيئة المناسبة للنزلاء.
خدمات تعليمية
أفاد السليس بأن جامعة الملك خالد تعاونت مع السجون عبر عمادة القبول والتسجيل وغيرها من الجهات المختصة، وأزالت بعض العوائق أمام الدارسين، وهو جهد مقدر لمسؤوليها، وهناك قرابة 55 طالباً جامعياً كدفعة أولى في سجن أبها أدوا اختباراتهم، حيث ينقل النزيل إلى قاعات الاختبارات والمحاضرات، ويعاد للسجن مرة أخرى، وفي المقابل سيتم فتح قاعات محاضرات في بيشة، ومحايل عسير ويجري التنسيق في ذلك مع فروع جامعتي بيشة والملك خالد.
تدريب مهني
لفت مدير السجون بمنطقة عسير إلى أنه سيكون هناك مشاريع لسجون نموذجية في بيشة وظهران الجنوب، كما سيتم عمل توسعة لسجن خميس مشيط، كما تم إنشاء مبان إدارية للعاملين، وبيوت عائلية، ومرافق تعليمية للتدريب المهني، وقاعات لمحاضرات التعليم الجامعي، كما سيتم إنشاء بعض الإصلاحيات في عدد من المحافظات مستقبلاً.
وفيما يتعلق بالتغذية، أوضح أن هناك عقودا لتقديم وجبات مميزة لا تختلف عن الوجبات التي تقدم في المرافق العلاجية كالمستشفيات أو المرافق الحكومية الأخرى، ويتم متابعة ذلك من خلال العاملين المختصين في مجال التغذية من ضباط وأفراد أو مدنين تم تدريبهم وتأهيلهم ويحملون شهادات متخصصة.
كما تضم مديرية سجون عسير شعبة خاصة باسم شعبة التغذية يرأسها أحد الضباط المتميزين ولديه فريق عمل متخصص، ولكل سجن لجنة فرعية ويتم الإشراف على تنفيذ كل ذلك بدقة، وهناك زيارات مفاجئة يتم تنفيذها، وكذلك توجد جهات رقابية غير السجون لها الحق في المتابعة والمجال مفتوح لها في أي وقت، ويؤخذ رأي السجناء في الوجبات المقدمة لهم، لأن بعض المناطق تختلف عن المناطق الأخرى في تقديم الوجبات، وأي وجبات نجد أنها غير مستساغة يجري تبدليها بوجبات أخرى تراعى فيها رغبات السجناء بما لا يخل بالعقد المبرم مع المتعهد.
علاج الإدمان
ذكر مدير الشؤون الهندسية بسجون عسير الرائد مهندس خالد القحطاني لـ"الوطن" أن من ضمن مشاريع سجون عسير مشروع لعيادة علاج الإدمان، وهو من الأفكار والمشاريع المقترحة ضمن مشروع نحو تطوير بيئة السجون، والذي تم تطويره وتنفيذه من قبل الشؤون الهندسية بمنطقة عسير بمتابعة وإشراف مدير سجون المنطقة.
وتتلخص الفكرة في أن يتم تخصيص مبنى في كل منطقة ليكون مخصصا للنزلاء الذين يحتاجون للعلاج من إدمان المخدرات، وذلك بالتعاون مع الجهات الصحية ذات العلاقة مثل مستشفى الأمل، أو مستشفيات الصحة النفسية أو حتى بالتعاقد مع مستشفيات خاصة في هذا الشأن.
وبين القحطاني أن أهمية ذلك المشروع ترتكز على عدة أمور منها الحاجة الماسة لفرز السجناء المحكوم عليهم بحيازة المخدرات وفصلهم بشكل كلي عن المحكوم عليهم في قضايا الترويج أو التهريب.
وكشف القحطاني عن أحد البرامج التي يجري تنفيذها من قبل الشؤون الهندسية بسجون عسير وهو مشروع "تطوير" يسهم في تطوير الإنسان والمكان باستخدام منهجية غير تقليدية تعتمد على مبدأ المبادرة والابتكار من قبل منسوبي الشؤون الهندسية، متجاوزين بذلك مهامهم التقليدية التي تتكون من مجموعة من ردات الفعل لاحتياجات ومتطلبات المستخدمين الوقتية التي تطلب منهم.
ومن ضمن المقترحات تزويد ساحات التشميس في السجون بأجهزة تمارين رياضية ثابتة والهدف منها تعزيز الأنشطة الرياضية للنزلاء بما لا يتعارض مع القيمة الأمنية وبما لا يتسبب في هدر المساحات المستفاد منها.
كما تم طرح فكرة تغيير ألوان كراسي نوم النزلاء، لتمييز موقع كل نزيل بطريقة منظمة وفنية وبألوان فاتحة لتوحي بأتساع المكان ولتكوين الرغبة لدى النزلاء بعدم إخفاء مثل هذه الألوان.
حقوق الإنسان
أكد العميد مبارك السليس أن السجون مفتوحة لجميع الهيئات الرقابية كهيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية وغيرها، ولا يوجد شيء يُخفى، والمجال مفتوح لهم في أي وقت وأي استفسار، وتم فتح مكتب لحقوق الإنسان تابع لإدارة السجون عبر ضباط متخصصين وقانونيين ينزلون للميدان ويقابلون السجناء في أي فرع، ويراعي في الزيارات أن تكون مفاجئة وغير مرتب لها مسبقا، وتتم متابعة أحول السجناء ومقابلتهم، وتلقي شكاوى السجناء من جهات أخرى غير السجون، إذ تخاطب تلك الجهات وتحال إليها الشكاوى عبر المختصين.
بوابات أمنية
كشف السليس أن الإدارة تعمل على بوابات أمنية لخدمة المواطنين والزوار، وتم تخصيص أماكن لاستقبال الزوار، وسيتم إنهاء الطوابير أمام السجون، مراعاة لخصوصية الزوار، وصممت تلك البوابات على نمط معين، في تفتيش الأفراد والمركبات وغيرها، وبعدما يتجاوز الشخص البوابة يتم استقباله في مكان مخصص ومكان مهيأ تماماً بكافة المتطلبات، وتقدم له جميع الخدمات، ودُرب لذلك عدد من الضباط والأفراد وعقدت لهم دورات وورش عمل في الداخل والخارج.