نعرف أن هناك كثيرا من الشعوب شبه معزولة عن العالم الخارجي بسبب الفقر أو الحروب، ولكن هذه الشعوب تعرف أن هناك عالما آخر خارج حدود مدنهم أو قراهم، ربما لا يستطيعون الوصول إليه، ولكنهم حتما يعرفون عنه.

أما في غابات الأمازون، فهي المكان الوحيد في الكرة الأرضية الذي يوجد فيه أكثر من 70 مجتمعا معزولا تماما عن العالم الخارجي، ولا يعرفون عنه أي شيء.

تقوم الحكومة البرازيلية بحماية هذه المجتمعات من خلال منظمة FUNAI التي تحرص على عدم تدخل الآخرين والمتطفلين في حياة هذه المجتمعات البدائية.

استطاعت الـBBC بالتنسيق مع منظمة FUNAI أن تحصل على صور حصرية للمرة الأولى تعرض في وسائل الإعلام هذه الشعوب، دليلا على إثبات وجودهم، لأن هناك من رفض وشكك في هذه الحقيقة.

تم التقاط الصور من طائرة صغيرة وعلى مسافات بعيدة، استخدموا فيها كاميرات عالية الدقة وعدسات خاصة، ليحصلوا على هذه الصور.

شعوب في القرن الـ21 لا يعرفون ما العالم الخارجي، ولا أحد يعرف عنهم أي شيء. تقول عنهم المنظمة "إنهم آخر الناس الأحرار في الأرض"، هذه الشعوب عاشت معزولة تماما عن العالم منذ آلاف السنين بين غابات الأمازون حتى أصبحوا جزءا منها، وهي جزء منهم.

تخيل كل الأحداث التاريخية، وكل الاختراعات العظيمة، وكل الحروب التي هزت العالم، لا يعرفون عنها شيئا، ونحن أيضا لا نعرف عنهم شيئا.

ما لغتهم؟ هل يستطيعون الكتابة؟ ما دينهم؟ لماذا لم يفكروا في الخروج من محيطهم؟ ما ردة فعلهم عندما يرون ما وصل إليه الإنسان من تكنولوجيا متقدمة؟ والأهم من ذلك، هل نحن السعداء وهم البؤساء؟ أم العكس؟