انطلقت أمس في إسطنبول أعمال مؤتمر "توحيد الشهور القمرية والتقويم الهجري الدولي 2016"، بمشاركة فقهاء وفلكيين من أكثر من 60 دولة، إضافة إلى مشاركة رسمية من قبل الجانب التركي، تحت رعاية رئاسة الشؤون الدينية التركية، بالتعاون مع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة (التابع لمركز الفلك الدولي بالإمارات العربية المتحدة)، ومركز قنديللي التابع لجامعة البوسفور، والمجلس الأوروبي للإفتاء. ويهدف المؤتمر الذي يختتم غدا، إلى معالجة موضوع التقويم الهجري في العالم الإسلامي.

ظاهر النصوص

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، خلال الكلمة الافتتاحية: "منذ عهد الصحابة وهناك خلاف بينهم على بداية صوم رمضان، وكانوا يختلفون لكنهم متحدون، لهذا نحن نجتمع هنا من أجل توحيد التقويم الهجري، وأن نحاول أن نجعله تقويما دوليا، يصوم المسلمون في يوم واحد، ويفطرون في يوم واحد، ولا شك أن هناك عقبات علمية وعملية تحول دون ذلك، لذلك يجب على علماء الفلك أن يكونوا عونا لعلماء الشريعة في توحيد المسلمين".

من جانبه، قال رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، خلال كلمته "هناك قسم من معلوماتنا الفقهية في الماضي غير مفعلة لفهم معلومات العصر، لأنها ركزت على ظاهر النصوص وليس بمعناها ومفهومها ومعقولها ومقصدها، وهذا ساق بعض المسلمين إلى الشك ببعض الروايات، أو إلى الجدل فيها، والخصام حولها، وما زالت البلدان الإسلامية الواقعة على نفس خطوط الطول، وفي مناطق جغرافية متقاربة تقيم العيد في 3 أيام مختلفة، ونحن في عصر الفضاء".

وأشار إلى أن "اختلاف المسلمين في موضوع التقويم القمري لا يتوقف على اختلاف المطالع فقط، بل تدخل فيه الحسابات الخاصة بين الدول ورؤسائها، وهذا يتعارض مع روح الدين، ويتعارض مع منهجية الاتباع الذي يركز على الوحدة".

وأوضح "أن الأمر في أصله متعلق بحقائق علمية لشكل الأرض ودورانها، وحركة القمر بين الأرض والشمس، وهذا ما لا ينبغي أن يقع فيه الاختلاف في العصر الحديث".