يحاول العلماء الإجابة على هذا السؤال معتمدين على تعريف النوم بالنسبة للأشجار، مشيرين إلى أن الأشجار ترخي فروعها في الليل كعلامة على أخذها لغفوة.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة "لايف ساينس"، استخدم الباحثون أجهزة الليزر لقياس تحركات شجرتين من أشجار البتولا، وتمت مراقبتهما من المغرب وحتى الصباح خلال إحدى الليالي الجافة الخالية من الرياح في شهر سبتمبر.
واكتشف الباحثون أن فروع وأوراق الشجرتين تتدلى ليلا، ووصلت إلى أكثر مستوى انخفاضا قبيل الشروق ببضع ساعات، وبدأت ترتفع مرة أخرى في الساعات الأولى من الصباح، وأن التغييرات كانت بمعدل 10 سنتيمترات فقط.
وأوضح الباحثون أن أغلب الكائنات الحية لديها أنماط وإيقاعات معينة خلال الليل والنهار، تماما كما يحدث للأزهار عندما تتفتح وتغلق بتلاتها.
واكتشف عالم الأزهار كارل لينيوس، "أن الأزهار الموجودة في مكان مظلم تتفتح وتغلق بتلاتها، كما أن أنماط الأوراق والسيقان الليلية في النباتات تشبه إلى حد كبير عملية النوم"، مرجعا تدلي الأوراق ليلا ربما يكون ذا صلة بضغط المياه المحتبسة داخل الشجرة نفسها.
وقال الباحث المساعد في مركز البحوث الأيكولوجية بأكاديمية العلوم الهنغارية أندراس "إن حركة النباتات مرتبطة دائما بتوازن المياه داخل الخلايا الفردية، وهو الأمر المتأثر بمدى توفر الضوء لعملية التمثيل الضوئي".
ويخطط الباحثون لدراسة حركة المياه داخل كل شجرة، ومقارنتها بالقياسات التي حصلوا عليها من أجهزة الليزر، للمساعدة في فهم استخدام مياه الأشجار اليومي وتأثيرها على المناخ المحلي والإقليمي بشكل أفضل.