أوضح المحلل السياسي رعد هاشم أن ‏تصريحات رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وزعماء عشائر قبليين من محافظة الأنبار بتوافر معلومات عن وقوع تجاوزات من الشرطة الاتحادية والمتطوعين أدت إلى انتهاكات قامت بها ميليشيات موالية لإيران بحق مدنيين في الفلوجة لم تأتِ من فراغ، وإنما معطيات الواقع في أطراف المدينة خلال الأيام العشرة الماضية سجلت تجاوزات تحدث عنها شهود عيان، لافتا إلى أن الميليشيات المسلحة المتواجدة هناك باتت تهدد كل من يتحدث عبر وسائل الإعلام عن وجود انتهاكات بعقوبات صارمة إذا ما قامت بتقديم شهاداتها.  

وقال هاشم لـ"الوطن" إن هذه الفصائل باتت تباهي بوجود الجنرال قاسم سليماني بين صفوفهم ومحاولة تصوير القتال على أنه سيحسم بإرادة إيرانية، مما يضفي على جو المعركة بوادر نزاع طائفي أهوج أكثر منه مقاتلة للإرهاب الذي تحاول الأجندة الإيرانية فرضه على مجريات الأمور هناك، مبينا أن عددا كبيرا من الضباط العسكريين المهنيين العراقيين عبروا عن غضبهم من هذا الحضور الإيراني المغطى بواجهة المستشارين كونه يلغي دور الجيش العراقي في مقاتلة داعش ويعطي صبغة طائفية أو يختصر النزاع بقدرة المقاتل الإيراني على حسمها وليس المقاتل العراقي.

وطالب هاشم بأن تتدخل المنظمات الدولية الإنسانية منها والقانونية لضمان عدم حصول المزيد من التجاوزات والاختراقات بحق الأهالي الأبرياء.

 اقتحام حي الشهداء

من ناحية ثانية، تمكنت القوات الأمنية في محافظة الأنبار أمس من اقتحام حي الشهداء جنوبي قضاء الفلوجة بمشاركة طيران التحالف الدولي وكبدت تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة راجع بركات إنه "بعد محاصرة حي الشهداء منذ أكثر من أسبوع تم اقتحامه أمس بمشاركة قوات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب، فضلا عن فوج درع الفلوجة"، مؤكدا أن تنظيم داعش تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات فيما شن طيران التحالف الدولي غارات جوية استهدفت عناصر التنظيم الإرهابي، ومخابئ أسلحته"، لافتا إلى أن تنظيم داعش داخل مدينة الفلوجة فقد السيطرة على عناصره مما سهل لأكثر من 20 عائلة الخروج من المدينة عبر نهر الفرات".

وكان ديوان الوقف السني وجه خطباء وأئمة المساجد ببعث رسائل اطمئنان إلى سكان المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، والتعاون مع القوات الأمنية لإنقاذهم من سيطرة الجماعات الإرهابية.