عبدالقادر البغدادي ثلاث شخصيات في رجل واحد

نرافق هذه المرة شخصاً له نسيجه الخاص. له قدرات متعددة، بقدر الشخصيات التي تسكن داخله، تتمظهر في كل موقف بملامح متحركة، بلغة مكثفة. لقد كان عبدالقادر البغدادي أستاذاً للإحصاء. هو دائماً يمارس هذه المهنة حتى في طريقة تنفسه، يظهر ما يريد، ولا يدع للآخرين أي إمكانية لاكتشاف ما يبطن.

هو قارئ دقيق، ذكي، له القدرة على الاستماع، مثلما القدرة على الحديث، وعلى النقاش، في الوقت ذاته لا يخلو من صفات الباطنيين، الذين يرون في الحقائق الكاملة جواهر لا يمكن أن تعطى كهبة بلا مقابل.

بضغط ظروفه الأسرية، تسرب مبكراً من صفوف التعليم، ولكنه بقي في دائرته، تحول من طالب في المرحلة الثانوية إلى مدرس، وواصل تعليمه منتسباً. التحق بالجامعة في بداية السبعينيات، وانخرط في صفوف الناصريين، وانتظم في اتحاد الطلبة الحكومي، وهناك بدأت خيوط الارتباط بينه وبين المجموعات الطلابية التي ستكون يد النظام في ترتيب أوضاع جامعة طرابلس لتكون صدى لصوت مجلس قيادة الثورة، وتحديداً صوت رئيسه معمر القذافي.

مع تطور عملية تشكيل المفاصل الثورية الجديدة للنظام، بعد سنة 1975، اتسعت دائرة الفعل وردوده في جامعتي طرابلس وبنغازي، ولم يتدخل النظام الملكي في تفاصيل العملية التعليمية في الجامعة، ولكن بعد فرض التدريب العسكري على الطلاب، ومحاولات التدخل في الخصوصية التي ورثتها الجامعة، بدأ تململ الطلاب، وتحول إلى رفض ثم إلى صور مختلفة للمعارضة، بل للمقاومة.

ارتفع إيقاع المواجهة منذ أول أبريل 1976، وبدأ الصدام والالتحام بين المعارضين والموالين، توجه عبدالسلام جلود إلى جامعة طرابلس أطلق رصاص مسدسه في ساحة الجامعة وهو يخطب في الطلاب المؤيدين لمجلس قيادة الثورة، وَصَفَ الطلاب المناوئين بالحشرات والذباب، وطلب من الموالين له أن يرشوا المعارضين بـ"الفليت"، رد عليه أحدهم، تقصد المبيد، قال نعم أقصد المبيد، ولكن كلمة الفليت هي التي يفهمها الليبيون جميعُهم.

ترأس البغدادي اتحاد الطلبة الليبيين الحكومي، ومهمة الاتحاد، أولاً أمنية تتمثل في رصد حركة الطلبة المعارضين، وتصنيفهم، والقبض على الخطيرين وبالتحديد القياديين منهم، ثم التحقيق معهم وإصدار الأحكام عليهم بما فيها أحكام الإعدام وتنفيذها، وثانياً: توسيع دائرة الطلبة الموالين وإقحامهم في مواقع قيادية، وتكليفهم بمهام محددة، للاستفادة منهم في مراكز متقدمة.

حصل البغدادي على الدكتوراه من الديار الأوروبية الشرقية (الثورية سابقاً) في مادة الإحصاء، وكانت له اهتمامات صحفية، وكان قارئاً يهتم بالرواية، والشعر والتراث، وتفسير القرآن، وحافظ على أن يبدو الوجه المثقف المسالم.


خرائط

بعد إعلان قيام "الجماهيرية"، أعاد معمر القذافي رسم كل الخرائط في ليبيا، خرائط الدولة، ومنظومات السيطرة، شخوص التحكم، والعناصر التي تتحرك أمام الستائر والتي يحركها من الخلف.

كان الرائد عبدالسلام جلود، هو رئيس أركان غرفة اللجان الثورية، والمتابع اليومي لنشاطاتها، يعقد الاجتماعات المطولة مع قياداتها، يستمع، ثم يصدر التعليمات للتحرك. منذ البداية أخذ البغدادي، كرسيه في الصف الأمامي المقابل لطاولة جلود الذي وجد فيه لساناً وحصاناً، فهو يجيد فن الاستماع، ولا يتخلى عن دور أستاذ مادة الإحصاء عند الكلام، له قدرة لا تنكر على استخلاص النتائج، واعتصار الخلاصات في ختام الاجتماع.

ازداد اقترابه من جلود يوماً بعد يوم، فأسلوبه الناعم الذي يقوم على التوازنات والتسويات يروق لعبدالسلام عكس منطق أولئك المشاكسين المنظرين مثل أحمد إبراهيم القذافي، ابن عم العقيد معمر، أو صالح إبراهيم الورفلي، الذي كان يتولى الإشراف على قطاع التعليم بمكتب اللجان الثورية.


القذافي يتضايق

انزعج العقيد معمر القذافي من اقتراب البغدادي وعمار الطيف من الرائد جلود، لعدة أسباب، خصوصاً مع إشاعة صالح إبراهيم الورفلي أن هناك حزباً يتأسس بقيادة البغدادي، وعمار الطيف، موالٍ لجلود، ويهدف إلى تحجيم فعالية مكتب اللجان الثورية، وأن جلود مرتاح لهذا الحزب.

أحيل كل من الطيف والبغدادي إلى المحكمة الثورية التي حكمت عليهما بالإعدام، لأن القذافي أراد أن يرفع فأس المقصلة فوق رقبتي الاثنين، لا خوفاً منهما، ولكن انزعاجاً مما اعتبره سابقة خطيرة، واختراقاً لا يمكن السكوت عنه أو التسامح معه.

بالطبع لم ينفذ حكم الإعدام في الاثنين، فقد كان الحكم رسالة صاعقة لهما وللرائد جلود أيضاً.


سيف الإسلام يهاجم

أصر سيف الإسلام القذافي على إبعاد البغدادي من منصبه أميناً عاماً للتعليم، وإحلال الدكتور عبدالكريم الفاخري مكانه، وحين سألته عن سبب إصراره على ذلك، قال إن عبدالقادر لا يصلح، لأنه شخص مزايد، ومراوغ، وفاسد، واندفع يلقي بياناً هجائياً ساخناً ضده، ولم تبق كلمة من قاموس الشتائم والسخائم لم يدلقها على اسمه. وصل الحوار بيننا إلى طريق مسدودة. اتصلت ببشير صالح، مدير مكتب معمر القذافي، شرحت له أن خروج كل من الدكتور البغدادي والدكتور عقيل حسين عقيل من ملعب التعليم، خصوصاً بعد العرض الذي قدمه كل منهما، وترك أثراً إيجابياً بين الناس، سيشكل صدمة للرأي العام، وسيفهم على أنه اعتراض رسمي على أي محاولة للنهوض بهذا القطاع الذي يمس جميع الليبيين.

كان السؤال، لماذا أصرّ سيف الإسلام القذافي على تنصيب الدكتور عبدالكبير الفاخري أميناً للتعليمين العام والعالي.

لا شك في أن مليارات من الدينارات ستنفق على إعادة تأهيل البنية التحتية في هذا المجال الرحب. فهل كان سيف الإسلام القذافي يضع عينيه على هذه المليارات، أم أنه يريد التحكم المباشر في هذا الجسم الضخم من حيث الشكل والمضمون. بحثاً عن الجواب، أرى من المفيد أن نركض إلى الخلف، أقصد إلى التاريخ، وتحديداً إلى ثلاثينيات القرن الماضي، فبعد انكسار المقاومة الليبية بإعدام شيخ الشهداء عمر المختار، وهجرة العديد من القبائل إلى خارج الوطن، سرت حالة من اليأس، بسبب الإرهاب والقمع الإيطالي الفاشيستي، والحصار، والتجويع، وتفشي الأمراض. اندفع بعض سكان المنطقة الوسطى في ليبيا نحو الجنوب، حيث تعسكر أسرة سيف النصر ومعها مقاتلون من قبائل مختلفة، شن الجنرال جرسياني حرب ملاحقة وقتل على هؤلاء، لم يكن أمامهم إلا الرحيل نحو الجنوب.

كان محمد أبو منيار القذافي من بين المتدافعين، ولم يكن لديه مال ولا مركوب، نصحه أحد أصحابه بالبقاء في سبها أو مرزق. فضل البقاء في سبها. كانت عائلة "الفاخري"، في منطقة البوانيس، شرق سبها هي المحطة التي يقيم في ضيافتها أبو منيار القذافي. في تلك الأيام اليابسة والمرّة، وجد سقفاً وظلاً وماءً وتمراً. هناك في قرية "سمنو"، في حضن عائلة الفاخري، وجد أيضاً مكاناً للعمل، مع هذه العائلة، بالأسلوب الجماعي المعتاد عند أهل الجنوب، من دون أن يشعر أي مساهم في العمل أنه أجير أو مأمور. وعلى الرغم من مرور السنوات امتد حبل الصلة بين عائلة أبي منيار وآل الفاخري، وبعد وصول معمر إلى السلطة، لم ينس ظلال "سمنو" وتمرها، وكان ذلك الظل هو صوت الجميل الذي لم يخفت في داخل عائلة القذافي. شغل عبدالكبير الفاخري، منصب وكيل وزارة التعليم، لكن سيف الإسلام، رأى أن الوقت طرق على باب الماضي، لكي يُرّفع عبدالكبير ليجلس على هام الجسد الكبير وهو الوزارتان اللتان ولدتا من رحم الدمج.

غضب البغدادي غضباً شديداً، كان واثقاً من بقائه في منصبه مضافاً إليه وزارة التعليم العالي، وأنه سيكون صاحب الوزارتين، إلى الحد الذي بدأ معه يعلن شكواه وتبرمه من ثقل ذلك التواؤم الذي سيتولى قيادته.


مجلد كبير

في عام 1981 أرسلنا القذافي إلى تشاد، وكنا مجموعة تتكون من عناصر لا يجمعها أي جامع، ضمت عبدالقادر البغدادي، محمد زيدان، علي أبو رهانة، إمحمد الغول القايـدي، عيسى كوسه، عزالدين الهنشيري، إبراهيم البشاري.

تزوج العقيد مسعود عبدالحفيظ القذافي من إحدى قريبات الرئيس التشادي كوكوني وداي، أقام فرحاً لم تشهد له أنجامينا مثيلاً، دعا الآلاف من الرجال والنساء، ونثرت الدراهم فوق الجميع، فاقت تلك الحفلة كل تصور. كان من بين المدعوين أحمد إبراهيم القذافي، بعد عودتنا إلى مقر الإقامة كان الحديث بالطبع عن ذلك الاحتفال الأسطوري، كان معنا أحمد إبراهيم، انتقدنا ما حدث، وعبرنا عن التذمر والإدانة لهذا البذخ وسط شعب جائع نقول جئنا لمساعدته على نيل حريته وتحقيق التنمية. انبرى أحمد إبراهيم للدفاع، قائلاً إن ذلك الزواج سياسي، وكان من المهم دعوة أكبر عدد من التشاديين للمشاركة فيه من باب الدعاية للزواج السياسي. دخل البغدادي في حفلة من التحليل تدور حول التبرير ولكن بحسب منطقه كان بالإمكان تحقيق الهدف المطلوب من هذا الارتباط الاجتماعي بطريقة أخرى، بأن يقام احتفال يخصص للنساء فقط، توزع فيه الهدايا وكتب تتضمن أدبيات الثورة الليبية، وآخر على ذات النمط للرجال، وأن تلقى فيه كلمات بالمناسبة من الطرفين الليبي والتشادي.

في يناير 2009، قمت بزيارة إلى واشنطن بدعوة من وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس، بعد عودتي إلى طرابلس، استُدعيت للتحقيق من قبل أمانة مؤتمر الشعب العام، وبناء على التحقيق أصدرت الأمانة قراراً بإيقافي عن العمل.

أدليتُ بتصريح لمندوبة وكالة الأنباء الفرنسية في ليبيا، عفاف القبلاوي، هاجمتُ فيه أمانة مؤتمر الشعب العام، وأعلنت فيه أيضاً استقالتي.

غادرت طرابلس إلى قريتي في الجنوب الليبي، بعد يومين أُرسلت إليّ طائرة خاصة، عدت إلى طرابلس، ومنها إلى القاهرة للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بالطبع ألغت الأمانة قرار إيقافي.

زارني في مكتبي عدد من "الأمناء" تعاطفاً أو تضامناً، أو استهجاناً لموقفي، لكن البغدادي زارني في منزلي تحدث مطولاً، لقد انفتح كل الكتاب بنصفيه، قال: "ثأرت لكرامتنا جميعاً، وسجلت سابقة سيكون لها أثرها في معنويات الأمناء"، أسهب في الحديث، ولكن النقطة الأهم هي التي تحدث فيها عن الضربات التي سددت لوجهه، وكرامته، ولم يقم بأي رد فعل.

وأضاف أن هذا الأمر أصبح بالنسبة إليه مثل الخنجر الملتوي في داخل جسده، وأن الموت كان أرحم له من أي واحدة من تلك الضربات، ثم اندفع في تحليل طويل للوضع السياسي في ليبيا، تحدث عن حالة معمر القذافي النفسية والصحية، ودور أولاده المتعاظم، على الرغم من أن أي واحد منهم لا يمتلك أي مؤهل علمي، ولا قدرات عقلية، كل ما يملكونه هو نزقهم، ونهشهم للأموال العامة للإنفاق على نزواتهم وأهوائهم، وأن القذافي أصبح عاجزاً عن كبحهم، والدكتور البغدادي المحمودي، أمين اللجنة الشعبية العامة، يسايرهم من أجل البقاء في منصبه والحصول على نصيبه من جثة الوطن.

وتحدث بالتفصيل الممل عن مخططات عبدالله السنوسي، والدور الخطير الذي يلعبه بتهيئة سيف الإسلام للوراثة، تحدث أيضاً عن الصراع بين أولاد القذافي، وانقسام قبيلة القذاذفة بين سيف، ومعتصم، ومشروع معمر الإفريقي، الذي سيربك كل شيء في ليبيا، وكارثة إعلان نفسه ملكاً لملوك إفريقيا. كنت أتابع حديثه بصمت واهتمام، وقلت في نفسي، هل هو هذا فعلاً، عبدالقادر البغدادي الذي عرفته؟ كيف يتكلم بهذا الانفتاح والمباشرة، ويرسم كل هذه الصورة السوداوية للوضع، ويحمّل معمر القذافي مسؤولية كل ما يحدث لليبيا؟.

بلا شك، أنه عبدالقادر الآخر، الذي كان يقدم نفسه دائماً، على أنه الثوري حتى النخاع، أبدع لغة خاصة به، وسلوكاً وتعبيراً يعتمد التقية، ويراوغ في المواقف كما يراوغ في الحديث، فما هو الدافع وراء هذا الانفتاح الغريب، وهذه الجرأة التي جعلته يلقي كل ما في داخله دفعة واحدة؟ اعتقد أنه ذلك الخنجر الذي ما زال يتلوى بداخله، بحسب قوله هو.


حفلة التيس

سؤال عبدالقادر لي في كل لقاء يجمعنا هو: "ما هو آخر كتاب قرأتَه؟".

أحبَّ الكتب وتعلق بها، خصوصاً الراويات ذات المضمون المكثف، التي تشع بإيماءات سياسية أو اجتماعية، استعار مني كتاب شيفرة دافنشي، وروايتي علاء الأسواني عمارة يعقوبيان وشيكاغو، وبعد انتهائه من قراءة كل رواية، يعيد إليّ الكتاب، نناقش مضمونه ودلالاته المختلفة، يبدي بعض الملاحظات والانتقادات، لكن ليس على حساب إعجابه بما عبّر عنه الراوي.

الكتاب الذي لم يكن مثل غيره بالنسبة إلي وإليه وبالنسبة إلى غيرنا، كان رواية، حفلة التيس، للروائي الأرجنتيني الكبير الحائز على جائزة نوبل ماريا فارغاس يوسا.

سألت البغدادي عن رأيه في الرواية، بعد أن فرغ من قراءتها، علق ضاحكاً بقوله: "أولاً، لن أعيد إليك الكتاب لأن هناك أكثر من أخ يرغب في قراءتها، ثانياً، هذه الرواية كتبت بكل حروفها عن ليبيا، ولو لم يكن كاتبها مشهوراً، والعالم يعرف اسمه، لقلت إن كاتبها ليبي ومن داخل النظام، ولا أريد أن أذكر اسمه الحقيقي، ما زلت أشك في أن اسم الكاتب الذي على غلاف الرواية هو اسم مستعار، لو وضعت الجماهيرية، أو ليبيا، مكان جمهورية الدومنيكان، واستبدلت الأسماء اللاتينية، بأسماء عربية ليبية، تتحول وقائع الرواية إلى توثيق واقعي وتفصيلي لما يحدث في ليبيا. هناك أشخاص ليبيون تعج بهم الرواية، وحوادث حقيقية تتحرك في فصولها بالتصوير البطيء. الجميع موجود داخل هذه الرواية"، وسرد البغدادي عشرات الأسماء من الرجال والنساء الليبيين.

كان هذا الحديث في عام 2007، وفي عام 2011، قتل "القائد" "الزعيم" معمر القذافي في "حفلة تيس"، في ذلك المساء، تدفق دم معمر، فُضّت بكارةُ قمعه وتطاوله، وفضّت غطرستُه وجنونه، كم مارس حالات حفلات التيس فوق أجساد القاصرات الليبيات. أليست "أورانيا" الدومينكانية، البالغة من العمر 14 عاماً، هي الفتاة الليبية "صفية" البالغة من العمر 15 عاماً، التي أخذتها قوادات القذافي الثلاث مبروكة، وسالمة، وفايزة من سرت إلى خيمة القذافي ليبدأ (الزعيم) باغتصابها بكل وحشية وسادية على حد وصفها.

كانت لعبدالقادر البغدادي "منسق مكتب الاتصال باللجان الثورية" حفلته.

ففي قمة انتفاضة شباب ليبيا في 17 فبراير، ويوم دخول الثوار إلى مدينة طرابلس، اعتقل البغدادي، الذي ساهم من موقعه كمنسق للجان الثورية، في قمع الثورة الشبابية، وشارك في التعبئة العسكرية والبشرية والإعلامية ضد 17 فبراير، وفي أثناء نقله من طرابلس إلى مصراتة بأيدي الثوار، حاول فصيل من كتائب القذافي تحريره من قبضة الثوار، فقتل في المواجهة.


الكتاب

يتناول الكتاب كثيرا من الشخصيات التي أرهبت الشعب الليبي وسرقت أمواله وحاولت إذلاله، وشخصيات أخرى كان القذافي يحركها مثل الرسوم المتحركة.