اليوم نحتفل بتصّدر قائد مسيرتنا التنموية، خادم الحرمين الشريفين، المركز الأول بجدارة كأقوى شخصية نفوذاً في العالمين العربي والإسلامي والمركز الثالث كأكبر شخصية قوةً وتأثيراً وانتشاراً على مستوى دول العالم أجمع، وفقاً لتصنيف مجلة "فوربس" العالمية.

اليوم نحتفل مع قائد مسيرتنا الاقتصادية بتقدم المملكة المميز في تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال" وتقييم التنافسية البيئية للاستثمار في السعودية إلى المرتبة 11 من بين 183 دولة في العالم، ومواصلة تصدّرنا المرتبة الأولى بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه المجالات، وفقاً لمعايير ومؤشرات "البنك الدولي".

اليوم نحتفل مع قائد مسيرتنا الإصلاحية بتحقيق المركز الخامس بين 135 دولة في أسرع تقدم لدول العالم بمقياس "التنمية البشرية" على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وذلك نتيجة لما حققته المملكة من إنجازات في مجالي الصحة والتعليم، وفقاً لبرنامج "الأمم المتحدة الإنمائي".

اليوم نحتفل بقوة اقتصادنا الذي قفز للمرتبة 18 بين أكبر اقتصادات الدول في العالم، ليتم انضمامنا بجدارة لمجموعة العشرين، واكتمال عضويتنا في المنظمات الدولية، التي تم تتويجها قبل 5 سنوات بانضمامنا لمنظمة التجارة العالمية، ليتحقق اندماج اقتصادنا في قواعد وأحكام النظام العالمي.

اليوم نحتفل بتصدّر المملكة قائمة أكبر دول العالم في حجم التجارة الخارجية التي فاقت نسبتها 70% من ناتجنا المحلي، لتحتل صادراتنا المركز 12 وتتبعها وارداتنا في المركز 16 بين أكبر دول المعمورة في التجارة العالمية، واليوم نحتفل بتربع وطننا مراكز الصدارة الدولية في حسن إدارة خدماتنا المالية وتحقيق الملاءة الائتمانية المميزة التي منحتنا تصنيفاً سيادياً عالمياً مرموقاً على سلم التقديرات الدولية.

اليوم نحتفل مع المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة بنجاح مساعيهم المحنكة والمهنية في التصدي لدعاوى الإغراق المقامة ضدنا، ونحتفل مع خبراء وزارة الثقافة والإعلام في رفع اسم المملكة من قائمة الدول المراقبة في "حماية حقوق الملكية الفكرية"، ونحتفل مع مفتشي جماركنا على اختيار مصلحتهم أفضل مؤسسة جمركية من بين 174 دولة في القرية الكونية لجهودهم الحثيثة في القبض على مهربي المخدرات ومكافحة أساليب التدليس والغش التجاري.

اليوم يسطّر التاريخ بأحرف من ذهب خطوات راعي مصالحنا الدولية، الذي وحّد العالم تحت راية المحبة والسلام، ونجح في اجتثاث فلول الإرهاب بشجاعة قوى الأمن السعودي الساهر على أمننا، وأبدع في القضاء على الفكر الضال المنحرف وعصابات الغدر والخيانة، وفلول قطاع الطرق وأوكار الحقد والكراهية، وذلك من خلال النصيحة والوسطية والحوارات الحضارية.

اليوم نفتخر بقائد مسيرة سياستنا الخارجية، الذي أطفأ فتيل الصراعات الدموية بعد أن أضرم أرباب الحروب حدتها، وأحبط أساليب استغلال الأديان بعد أن استباح الإرهاب ساحتها، ووقف سداً منيعاً أمام مزاعم العراك بين الثقافات بعد تسلط الأقوياء على فرض الآراء وتحوير الحقائق وتغليب العنصرية.

اليوم يقف العالم وراء قائد يسعى جاهداً لتحقيق الحوار الصادق بين الأديان والتصدي لتضارب المصالح وضياع حقوق الإنسان وهلاك القيم وامتهان الأرواح وكساد الأخلاق وتباطؤ الاقتصاد وبور التجارة، ليسجل التاريخ إجماع شعوب العالم قاطبة على قائد ملهم يوحد شملهم وزعيم حكيم يؤم مسيرتهم.

اليوم نحتفل بحنكة قائدنا الملهم في تحقيق المصالحة العربية التي أدت إلى رأب التصدع العربي ونجحت في إطفاء نار الفتنة الداخلية، وساهمت في توحيد صفوف الأشقاء ولمّ شمل الفرقاء، وحققت أحلام الشعوب العربية المتعطشة للترابط والتعاضد والتماسك وقضت على الفخ الذي نصبه لنا أعداء الأمة الإسلامية.

اليوم نعتز بمبادرات قائدنا المؤمن بمصالحنا الإقليمية المشتركة، التي نتج عنها إنشاء السوق الخليجية المشتركة، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والمؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة البينية، وبرنامج العمل العشري لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

اليوم نقف خلف قائد مسيرتنا جنوداً مجندة، لنفتخر بإنشاء أفضل المنارات العلمية المضيئة في العالم، ونعتز بأعلى منابر الفكر والمعرفة والبحث والابتكار، مما يجعل وطننا صرحاً مبدعاً وداعماً لسعينا الدؤوب في بناء معاقل خبراء المستقبل وعلماء الوطن.

اليوم نعتز بالمسؤولية التي ألقاها على عاتقنا قائد مسيرتنا التنموية، والهادفة لتدوير دخلنا النفطي وتخصيص عوائده لإقامة المشاريع الإنمائية وقواعدنا الصناعية وتجمعاتنا الاقتصادية، لتوفير ملايين الوظائف الجديدة لأجيالنا المستقبلية، وليتم تطعيمها بالنقلة النوعية المميزة لمسيرتنا المعرفية المدعومة بقدرات جامعاتنا الفتية التي تضاعفت أعدادها ثلاث مرات وأفواج المبتعثين الذين فاق عددهم 90 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات.

اليوم نحتفل بنجاح مبادرات ملك الإنسانية في تشجيع مستشفياتنا وأطبائنا على معالجة الأمراض المستعصية ودعمهم في ميادين العمليات الجراحية المعقدة، ومتابعة إنجازات علمائنا في تقنيات الخلايا الجذعية والنانو والطاقة المتجددة والبيئة النظيفة والمعلوماتية، وحث مراكز أبحاثنا على تحقيق أعلى المراتب العالمية.

اليوم تكتب مراجع الأبحاث رسالة أمة عكفت منذ تأسيسها على ترسيخ مبادئ البحث والابتكار والتطوير، لتوطين دعائم الاقتصاد والطب والهندسة والعلوم التقنية. واليوم تتجلى حصيلة القائد الملهم حتمية القرار وحنكة الطموح وتطلعات التخطيط السليم والمبادرات الثاقبة في كافة المجالات الإنسانية والتنموية.

اليوم يحصد الوطن نتائج الرؤية الثاقبة لملك الإنسانية، رائد السياسة الإصلاحية وقائد مسيرتنا التنموية، ليثلج قلوب الأصدقاء ويقلق مضاجع المشككين والمحبطين والأعداء.