رجحت مصادر أن تؤثر تهديدات تنظيم داعش سلبا في السياحة التونسية، خاصة في ذروة موسمها، وهو ما تجلى أخيرا في تحذيرات بعض الدول مثل روسيا وبريطانيا لمواطنيهما من السفر إلى تونس، تخوفا من هجمات إرهابية. وتعد السياحة من القطاعات الحساسة والمضطربة في البلاد، لا سيما بعد الثورة، بدليل ما شهدته من عمليات انتحارية متفرقة استهدفت السياح في مدينة سوسة الساحلية ومتحف باردو بالعاصمة.

تحذير روسي

حذرت الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة، الخميس الماضي، في بيان، من عمليات إرهابية تستهدف السيّاح الروس بشكل خاص، خلال ذروة الموسم السياحي الحالي في تونس.

وأوضح البيان أن المرافق السياحية هي أكثر المناطق عرضة للعمليات الإرهابية، وتحديدا جزيرة جربة ومدينة جرجيس، مشيرا إلى أن جماعات إرهابية ذات صلة بتنظيم داعش تستعد لشن سلسلة اعتداءات على سائحين، وبخاصة الزوار الروس، مستغلة زيادة تدفقهم خلال موسم الذروة. ودعت الوكالة السياح الروس إلى توخي الحذر عند زيارة تونس واتخاذ الاحتياطات اللازمة، طالبة من منظمي الرحلات السياحية ووكالات الأسفار إطلاع عملائهم على هذه التهديدات.

واستنكرت وزارة السياحة والصناعات التقليدية في تونس، تحذير الوكالة الروسية، لافتة إلى أن الهياكل الأمنية المتخصصة تتولى اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان درجة عليا من اليقظة والتأهب لمواجهة أي من مصادر التهديدات التي لم تعد تستهدف تونس فحسب؛ بل اتخذت بعدا إقليميا ودوليا، حسب تعبير الوزارة. وأوضحت أنه تم الاتصال بالجهات الروسية للاستفسار عن أسباب نشر البلاغ، مشيرة إلى دعوة كل الأطراف المعنية بروسيا، من دبلوماسيين وأمنيين وصحفيين لزيارة تونس في أقرب وقت، والتأكد من توافر الضمانات الأمنية منذ لحظة استقبال السياح الروس بالمطارات التونسية، مرورا بالفنادق ووصولا إلى المحطات السياحية.

وجهة آمنة

بدوره، دعا وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، في حديث صحفي، كل الدول وبخاصة بريطانيا، إلى مراجعة تحذير السفر الموجه لمواطنيها الراغبين في زيارة تونس، باعتبارها وجهة آمنة.

وأشار إلى أن بلاده تعول على إمكاناتها الذاتية، وبالتنسيق مع شركائها في تأمين المنشآت والمواقع السياحية، وفي مراقبة الحدود مع ليبيا.

وفي الإطار ذاته، عقد الاتحاد العام التونسي للشغل، اجتماعا شارك فيه وفد من عشرات النقابيين الفرنسيين، تم خلاله إطلاق مبادرة من قبل الاتحاد وثلاث نقابات فرنسية لدعم السياحة التونسية والترويج لها في الخارج وخصوصا في فرنسا، وتعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للإرهاب. ووقع الأطراف الأربعة على وثيقة تحت عنوان "السياحة في تونس: نداء للتضامن"، على أن يتم توزيعها على كل الهياكل النقابية في الاتحاد العام التونسي للشغل والنقابات الفرنسية. وتهدف الوثيقة إلى تشجيع السياحة الاجتماعية التضامنية التي توصف دوليا بأنها ليست سياحة تقوم على قواعد إنسانية وثقافية وبيئية مستديمة.

دعم تركي

أعلنت الخطوط التركية دعمها سياحة تونس، مؤكدة أنها ستعمل بفضل رحلاتها، على تثمين الوجهة التونسية في الخارج. وقال مدير مكتب الشركة في تونس، أوكان اليوكاك، في تصريحات إعلامية، إن الهدف يتمثل في المساعدة على إنعاش السياحة التونسية وتشجيع المسافرين على زيارة تونس، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعاون مع وزارة السياحة، مؤكدا أن مسؤولين من الخطوط التونسية سيزورون تركيا قريبا للبحث عن سبل تعاون بين الجانبين.


تطورات تونسية



  • داعش يتربص بالأجانب

  • تحذير موجه للسياح الروس

  • بريطانيا تمنع السفر لتونس

  • الحكومة تستنكر التحذيرات

  • مخاوف من تدهور سياحي

  • دعم تركي لإنعاش السياحة