ذكرت تقارير أن مقاتلين من تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية يحلقون ذقونهم وشعورهم الطويلة ليختلطوا مع المدنيين، وذلك إثر تقدم قوات حكومة الوفاق الوطني نحو المدينة خلال الأيام الماضية.

وقال الضباط بالبحرية الليبية، رضا عيسى، إن الشريط الساحلي حول المدينة بكامله تحت السيطرة التامة، مما جعل حوالي 1800 مقاتل من داعش محاصرين وغير قادرين على الهرب عن طريق البحر، فيما أشارت تقارير إلى أن بعض المسلحين من تنظيم داعش يحاولون الاختلاط بالمدنيين النازحين من خلال التخلي عن ملابسهم المميزة وحلاقة ذقونهم وقص شعورهم.

من جانبه، أوضح المسؤول الإعلامي الرسمي للحكومة الجديدة في سرت، أحمد هدايا، أن القوات الحكومية عثرت على مغاسل مليئة بشعر اللحى والرؤوس الحليقة داخل مدرسة كان مقاتلو داعش يتمركزون فيها، إضافة إلى جوالات ومناشير تحمل شعارات مؤيدة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي.

وكانت سرت قد شهدت الخميس الماضي دخول الدبابات والشاحنات الصغيرة المجهزة ببنادق آلية تابعة للقوات الحكومية، مدعومة بضربات جوية وقصف من سفن حربية رأسية في البحر الأبيض المتوسط.

وقالت تقارير إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على الثكنات العسكرية والشوارع والجسور المؤدية إلى مدينة سرت، حيث يقوم خبراء الهندسة بالتعامل مع الألغام والسيارات المفخخة، لافتة إلى قتل عشرات المقاتلين التابعين لداعش وجرح المئات منهم خلال شهر من القتال في محيط المدينة.

وحسب التقارير فإن القوات الحكومية التي دخلت سرت تنطلق بشكل رئيسي من مدينة مصراتة غرب ليبيا، وتمكنت من طرد مقاتلي داعش باتجاه الشريط الساحلي غرب سرت قبل الاستيلاء على مواقع إستراتيجية على أطراف المدينة.

وقال جهاز حرس المنشآت النفطية "PFG" إن القوات الحكومية تقدمت من الشرق ووصلت إلى بلدة هراوة التي تبعد 40 ميلا عن سرت، فيما أعلن متحدث عسكري باسم القوات الحكومية أنه يعتقد أن سرت ستتحرر خلال أيام.

يذكر أن سرت هي مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، والمكان الذي قتل فيه في آخر معركة رئيسية في الحرب الأهلية الليبية عام 2011، وحينها استغل تنظيم داعش الفوضى للتوسع في ليبيا واستولى على سرت و155 ميلا من الشريط الساحلي المحيط بها في أواخر 2014 لبناء أكبر معقل له خارج سورية والعراق.