لو سألت مواطناً: ما هي أبرز نتائج موازنات السنوات الخمس الماضية، التي تراها في مدينتك؟!

أعتقد جازماً سيجيبك: مشاريع التعليم العالي.. "الجامعات.. الكليات.. المباني والمرافق الجامعية"..

ولو كررت السؤال: ثم ماذا؟!

ستجد ثمة إجابات متفاوتة حسب المحافظة التي يسكن فيها المواطن: طريق هنا.. مستشفى هناك.. نفق هنا.. مدرسة هناك..

أظن أنه من حقنا أن نسأل، ومن حق الجهات الرقابية أن تجيب علينا.. أين تذهب المليارات التي تعتمد مطلع كل عام؟!

في مدينتي الصغيرة ـ مثلاً ـ مضى أكثر من عشرين عاما على آخر مشروع بنته وزارة الصحة ـ تخيلوا! ـ لم يتم إنجاز مشروع واحد منذ أواخر الثمانينات الميلادية.. لم تنجز وزارة الصحة مركزا صحيا واحدا؛ رغم كل هذه المليارات التي نسمعها على لسان الوزير!

عودة للتعليم العالي: في لحظة ـ أشبه بالحلم ـ وجدنا مدينتنا الصغيرة تحتضن جامعة بكليات مختلفة للبنين والبنات.. ومشاريع جامعية قائمة.. لا أجد حرجاً من القول إنني ما زلت حتى اللحظة كلما مررت بمقر الجامعة لا أكاد أصدق ما هو مكتوب على الباب الرئيس!

اليوم الجامعات وصلت إلى جميع المناطق دون استثناء.. بل هي مدن جامعية قامت الوزارة على تصميمها والإشراف عليها والمتابعة لها.. لا ينكرها إلا جاحد!

هذه الإنجازات لا تصنعها أجهزة إلكترونية أو رجال آليون ـ روبوتات ـ هذه الإنجازات يقف خلفها رجال يستحقون التقدير..

انتهت المساحة وبقي السؤال: لماذا وزارة التعليم العالي هي التي استثمرت الطفرة فقط؟

السؤال بصيغة أخرى: أين بقية أجهزة الدولة ووزاراتها؟ ـ نريد كشف حساب ومساءلة!