على الرغم من انعقاد منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إلا أن حالة من الترقب الواضح سادت في الأوساط السياسية والدبلوماسية الروسية لزيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة.

ورأى مراقبون أن الاهتمام الروسي نابع أساسا من قلق روسيا بسبب ما يجري في أسواق النفط، ومن إمكانية أن تنعطف مسارات تسوية الأزمة السورية في اتجاهات ضد رغبات روسيا ومصالحها، وخاصة بعد أن تورطت في الدخول إلى سورية، إضافة إلى أن روسيا قلقة من إمكانية إقامة منظومة أمن مشترك أو نظام دفاعي موحد في منطقة الخليج بعيدا عن مشاركتها أو إشراكها.

واستبعد كثير من المراقبين الكثير من التحليلات التي تمس علاقات المملكة بالولايات المتحدة. في إشارة إلى أن علاقات الرياض مع واشنطن هي علاقات إستراتيجية قد تتعرض لاختلاف وجهات النظر، ولكنها تقف على أرضية صلبة من حيث المصالح والتوجهات، ولكن قطاعا من المتابعين للعلاقات السعودية – الروسية، يرى أن زيارة ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة، هي زيارة طبيعية بين حلفاء، ولكنها تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة، مما يزيد من أهميتها، وأهمية ما يمكن أن تسفر عنه في العديد من المجالات، وعلى رأسها الأمن والاقتصاد والطاقة والدفاع.


 


سيناريوهات واشنطن

غير أن تقارير مهمة ألمحت إلى إمكانية تغير سيناريوهات واشنطن في سورية وحولها بعد زيارة ولي ولي العهد، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي حذر فيها كلا من موسكو ونظام الأسد بأن صبر واشنطن له حدود. إضافة إلى ظهور أنباء عن تقدم أكثر من 50 موظفا في الخارجية إلى الرئيس باراك أوباما بعريضة يطالبون فيها بتوجيه ضربات عسكرية مباشرة لدمشق من أجل التخلص من نظام الأسد. وكذلك اعتراف مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان بأن جهود بلاده في حربها ضد داعش لم تحد من قدراته، ولكن العمليات العسكرية تحقق تقدما، وأن التخلص من نظام الأسد في دمشق سيسمح بمحاربة الإرهاب بوتيرة أسرع وأكثر فاعلية. وقد حذر برينان أيضا من أن نظام الأسد في وضع أفضل مما كان عليه العام الماضي نتيجة الدعم الروسي له، وأن داعش لديه نية لشن هجمات في الغرب، وأن عناصره يتسللون بين اللاجئين.


 


تسوية الأزمة

هذه "الكتلة" من التصريحات والعرائض، لفتت انتباه ليس فقط المراقبين ومراكز الأبحاث، بل أيضا الكرملين الذي رأى أن سقوط النظام لن يساعد في محاربة الإرهاب، بينما الواقع يؤكد أن تصريح الكرملين جاء تعليقا على"عريضة وزارة الخارجية الأميركية" التي تدعو إلى توجيه الغارات ضد عناصر نظام دمشق والمساهمة في إسقاط هذا النظام.

وقال الناطق باسم الكرملين إنه "في أي حال من الأحوال لا يمكن لموسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى"، وعلاوة على ذلك، من المشكوك فيه أن يسهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب بنجاح، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة بالمنطقة".

وعلى الفور أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن تسوية الأزمة السورية بالقوة "ليست طريقتنا"، وذلك تعليقا على نفس العريضة المذكورة، مشيرة إلى أنه ليس سرا بالنسبة لموسكو أن هناك قوى سياسية في الولايات المتحدة تدعو إلى حل عسكري للأزمة في سورية.

من ناحية ثانية، لاحظ مراقبون روس بأن الحديث عن منطقة الحظر الجوي يعود إلى الساحة مجددا. وألمحوا إلى أن الوضع الميداني على الأرض في سورية خلال الشهرين المقبلين قد يملي على جميع الأطراف التوافق على ضرورة إقامة منطقة حظر جوي لحماية المناطق التي يسيطرون عليها من جهة، ومنع دمشق من مغامرات جديدة وارتكاب جرائم بحق المدنيين من جهة أخرى.


 


 


الأمير محمد بن سلمان يلتقي مون الأربعاء

الأمم المتحدة: رويترز

قال سفير المملكة لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، إن ولي ولي العهد وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، سيلتقي مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الأربعاء المقبل، وذلك بعد أن أثارت المنظمة الدولية حفيظة الرياض بإدراج التحالف العربي الذي تقوده المملكة لفترة وجيزة على القائمة السوداء لشنه حربا ضد المتمردين الحوثيين.

وأوضح مسؤولون في الأمم المتحدة، أن الأمير محمد بن سلمان سيصل إلى نيويورك هذا الأسبوع لعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الشركات بعد زيارة للساحل الغربي الأميركي.