سجل أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، اسمه كأبرز المؤسسين والداعمين لإنشاء الجمعيات المختلفة بالمنطقة، ومنذ قدومه للعمل في المنطقة قبل 11 عاما، أسس وأنشأ العديد من الجمعيات الخيرية والتعاونية، إيماناً منه لما تلعبه من دور محوري في التنمية لمصلحة المجتمع، ومؤازرة جهود الدولة في تلبية الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لهم، وكان لحضوره اللافت في هذا المجال دور في تحقيق العديد من الإنجازات من خلال هذه الجمعيات.

ويأتي إعلان أمير القصيم عن إنشاء جمعية للإسكان الخيري بالمنطقة الأسبوع الماضي، انطلاقًا من مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يحث عليه الإسلام وتدعمه الدولة، والتي تحمل رسالة خيرية إنسانية تنموية ذات قيمة عظيمة، لإيجاد مأوى للمحتاجين كأحد أهم متطلبات الإنسانية، وركائز الاستقرار الاجتماعي لهذه الأسر المحتاجة.

رؤية بعيدة النظر

تعود فكرة إطلاق أمير القصيم لجمعية للإسكان الخيري إلى زيارة ميدانية قام بها مطلع العام الجاري لمركز أبانات بمحافظة النبهانية، تفقد من خلالها أحوال المواطنين وتلمس حاجاتهم، مما لفت انتباهه عدم وجود مساكن مناسبة لبعض الأسر بالمركز من محدودي الدخل والأرامل والأيتام ومن في حكمهم، وكانت له رؤية خاصة بعيدة النظر في مساعدة هؤلاء المحتاجين للسكن بإنشاء وحدات سكنية بحيث تكون مخفّضة التكاليف ملبية لحاجاتهم، وتكون مساكن اقتصادية صغيرة مختصرة تناسب طبيعة المكان الذي يعيشون فيه، وتحقيقاً لرغبة المستفيدين بعدم الانتقال إلى مشاريع الإسكان التي تنشئها الدولة، وذلك للبقاء بالقرب من أقاربهم، وأن يتم بناؤها في مساكنهم الحالية أو بجوارها متى ما كان ذلك ممكنا.

لجنة تنفيذية

في 10 صفر 1437 بدأت باكورة التنفيذ لهذه الرؤية بتشكيله لجنة تنفيذية لوضع آلية مناسبة لتنفيذ هذه الرؤية بما يتناسب مع مبلغ الدعم المقدم من وزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك، فقد بدأت اللجنة أعمالها في 21 صفر بعقد أولى اجتماعاتها، ومنذ ذلك الاجتماع وضعت خطة العمل، حيث تم الإعداد للمخططات السكنية ووضع الاشتراطات الفنية للتنفيذ والبحث عن المقاولين الجادين، وحصر المحتاجين للسكن في مركز أبانات بالتعاون مع الجمعية الخيرية، وتحديد أصحاب الأولوية، حيث تم رصد 100 حالة بحاجة إلى المسكن، وتم عمل تصميم هندسي لتلك الوحدات بتكاليف مخفضة تتناسب مع مساحة الوحدة السكنية الواحدة مع عدد أفراد الأسرة، وقد وُضِعَ تصميمان أحدهما وحدة سكنية بمساحة تترواح من 100م2 إلى 120م2.

إصدار رخص للمشروع

كما تمت ترسية عقود الإنشاء على مقاولي التنفيذ في 27 ربيع الأول الماضي في مكتب أمير القصيم بمقر ديوان الإمارة، وفقاً للعطاءات الأقل سعراً، وفي 15 ربيع الثاني قام أمير القصيم بوضع حجر الأساس لهذا المشروع والإذن بتنفيذه، ووجه بلدية أبانات بإصدار رخصة عمل لكامل المشروع ليكون العمل وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة، وسعت اللجنة بخطوات متسارعة مع الضمان الاجتماعي بحصر بنود التأثيث والفرش للوحدات وتعميد المؤسسات المعتمدة لذلك، وقد تم ذلك في وقت قياسي، حيث تم فرش كافة الوحدات السكنية قبل دخول رمضان، وفي 4 رمضان الجاري سلم الأمير فيصل بن مشعل 20 وحدة سكنية لأصحابها من المستحقين كمرحلة أولى من المشروع استفاد منها 162 فردا، حيث استغرق تنفيذها 5 أشهر فقط.

رافد للعمل الخيري

أكد أمير منطقة القصيم أن مشروع الإسكان الخيري يعد أحد روافد العمل الخيري والإنساني لتوفير المسكن الملائم، وتحقيق التنمية الإنسانية لهذه الفئة من المجتمع التي هي في أمس الحاجة إلى الرعاية والعناية والمسكن الآمن، لكي تخرج من دائرة العوز والحاجة إلى مستويات أفضل تليق بكرامة الإنسان وتسهم في الوقت نفسه في خدمة مجتمعها، وتتحول من البطالة والاتكالية إلى العمل والمشاركة كقوى فاعلة ومنتجة تسهم في تقدم مجتمعها.

ولفت إلى أن الجمعية بعد إنشائها إن شاء الله ستتجاوز مسألة تأمين المسكن للمحتاجين الذي يأتي في أولويات مطالبهم، إلى معالجة حالتهم بجميع أبعادها المختلفة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يكون السكن وسيلة لتوفير بيئة تساعدهم على الخروج من دائرة العوز، وأن رؤيتها تتمثل في الأمل بأن يكون لها دور مهم ورئيسي في مجال الإسكان الخيري والتنموي المتميز في المنطقة، مشيرا إلى أن أبرز ملامح أهداف الجمعية التنموية هو الاستثمار في الإنسان وتنميته من خلال الإسكان.