عقب أشهر من الخصومة بين تركيا وروسيا تستعد أنقرة وموسكو لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تلك العلاقات التي توترت عقب إسقاط الجيش التركي إحدى الطائرات الروسية الحربية المخترقة لأجوائه السيادية.

وقال مراقبون إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يعلم جيدا أن خطوة التقارب مع موسكو سابقة لأوانها، لكنه اضطر إلى الإقدام عليها الآن بسبب المتغيرات الإقليمية المتلاحقة التي ألقت بظلالها على تركيا، خصوصا ما يجري في سورية، حيث استدعت نوعا جديدا من الإستراتيجيات غير الثابتة تبعا لإيقاعات المعارك الدائرة فيها.

وأشاروا إلى أن الكثير من المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تجمع روسيا وتركيا ، تعد أكبر مؤشر على عدم إمكانية استمرار الطرفين في التباعد والعودة إلى طاولة الحوار لتسوية الخلاف الذي ظهر فيما بينهما عقب أزمة إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي.


 




إشارات إيجابية

أوضح المحلل السياسي في صحيفة "ملييت" التركية سامي كوهين، أن هناك بعض الإشارات الإيجابية بهذا الخصوص، إذ تعد الرسالة التي أرسلها الرئيس رجب طيب إردوغان إلى نظيره الروسي فلادمير بوتين بمناسبة العيد الوطني الروسي الأسبوع الماضي، مؤشرا على دعوته إلى رفع العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه.

وبين أنه لا تزال العقبات موجودة أمام التطبيع حتى الآن، وذلك لإصرار القادة الروس وآخرهم المتحدث الروسي على شروط موسكو من أجل التطبيع، مشيرا إلى أن اعتذار تركيا رسميا عن إسقاط الطائرة يشكل أحد هذه الشروط وأكثرها جدلا، أما الشرط الآخر فهو دفع تركيا تعويضا إلى روسيا بسبب ذلك.





 


تحسين العلاقات

يبدو أن أنقرة تقوم حاليا لإجراءات فعلية نحو إعادة العلاقات بين البلدين، وخاصة بعد التصريح الأخير لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي قال فيه "سنعمل على تقليص عدد أعدائنا، وزيادة عدد أصدقائنا في المنطقة والعالم". وحسب تقارير فإن هناك 9 إجراءات، تتضمن العمل على تقييم الأضرار الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في الجانب التركي، والعمل على إزالتها من خلال إقامة علاقات تشبيك مع نظيراتها من المؤسسات الروسية وذلك بداية من يوليو المقبل، كذلك

مشاركة أنقرة بمسؤولين رفيعي المستوى، كنواب الوزراء والمستشارين، في كل الأنشطة والاجتماعات التي ستقام في روسيا خلال الأشهر الثلاثة القادمة.


 


قنوات للتواصل

عملت أنقرة على رفع مستوى العلاقات بين البلدين لتعود إلى ما كانت عليه قبل إسقاط الطائرة، وذلك إلى تاريخ 15 أغسطس القادم كحد أقصى، كذلك سيتم إنشاء قنوات للتواصل بين وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في البلدين، والعمل على المزيد من الجهود الدبلوماسية بين البلدين وتنسيق أنقره مع موسكو بخصوص العلاقات الخارجية بين روسيا والشرق الأوسط وخاصة سورية.

وقالت التقارير إن تركيا تنوي كذلك تشكيل "فريق عمل" متخصص يقوم بمتابعة تطور العلاقات بين البلدين، كما سيقوم عدد من المؤسسات التركية كاتحاد الغرف التجارية والبورصة وجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك والمستقلين وجمعية وكالات السياحة التركية بالعمل على إبداء اهتمام أكبر بالعلاقات مع نظيراتها من المؤسسات الروسية.

وأكدت التقارير رفض أنقره لمقترح بإيجاد وسيط لإعادة العلاقات مع روسيا، لافتة إلى أن فكرة الوسيط كانت عائقا أمام تسريع العلاقات مع إسرائيل.