هذا المقال استقصائي وقد أخذت فيه رأي مجموعة من الناس عن طريق المحادثات الشخصية ووسائل الاتصال الاجتماعي عن توقعاتهم لما ستقوم به “الهيئة العامة للترفيه” التي أنشئت هذا العام بقرار ملكي.

وقد كانت كل التوقعات تذهب إلى أن الهيئة الوليدة ستكون على غرار وزارة السعادة في الإمارات العربية المتحدة، وأن مهمتها الرئيسية ستكون القيام بعمل فعاليات ترفيهية في المناطق والمدن وتنظيمها تحت مظلة واحدة، وقد ذهب البعض بعيدا إلى القول إن الهيئة ستقوم بإنشاء مسارح ودور سينما وإقامة حفلات غنائية يشارك فيها مطربون ومطربات مشهورون في المواسم والأعياد. لا شك أن بعضا ممّا قيل آنفا أو ربمّا كلّه سيكون هو بالفعل الدور المنوط بعمل هيئة الترفيه. ولكن السؤال الآن، كيف ستعمل هذه الهيئة؟ إن كانت ستتبع الإجراءات الإدارية والبيروقراطية المطبقة منذ سنين في دوائر ومؤسسات الدولة القائمة فإنها بلا شك ستواجه مصاعب جمّة وسوف تدخل نفسها وتدخلنا معها في متاهات ومشاكل نحن في غنى عنها. بمعنى إن كانت هيئة الترفيه ستقوم باتباع ما تقوم به الدوائر الحكومية الأخرى باستصدار تراخيص من وزارة أو رئاسة أخرى للقيام بأي نشاط اجتماعي أو ترفيهي فإن ذلك يعني تصادما وتضادا. لأن بعض تلك الجهات لها معيارها الخاص الذي قد لا يتوافق مع الترفيه حتى في حدوده الدنيا فكيف بالغناء والمسرح والسينما.

ما العمل إذاً؟ هل نقول إن على هيئة الترفيه القيام بعملها بمنأى عن الجميع لكي تستمر في عملها دون منغصات؟ وإن هي قامت بذلك، هل تضمن ألا تتدخل أي جهة حكومية أخرى في عملها؟ ولهذا فإنه من الأجدى أن تكون الأمور واضحة لجميع مؤسسات الدولة عن المهام التي ستقوم بها هيئة الترفيه وعن الصلاحيات الممنوحة لها مع التأكيد عليها، وأقصد مؤسسات الدولة الأخرى، على عدم التدخل الارتجالي في عمل الهيئة.