كل رحيل مؤلم، إلا رحيل الثقلاء!
يروى عن "الأعمش" قوله: "إذا كان عن يسارك في الصلاة ثقيل فتسليمة واحدة عن اليمين تجزئك"!
مشكلتنا ليست في الثقلاء العابرين. هؤلاء يتركوننا، أو نتركهم في نهاية المطاف.
مشكلتنا الحقيقية مع "الثقلاء" الذين يترأسون بعض المؤسسات المختلفة "خيرية، رياضية، اجتماعية، ثقافية"، الذين ما إن يصلوا إلى رئاستها حتى يصبح خروجهم منها من رابع المستحيلات!
مؤسسات المجتمع المدني التطوعية ليست مكانا للتسلية والفسحة وقضاء أوقات الفراغ، وليست -وهذا المهم- مكانا لـ"الترزز" والتقاط الصور التذكارية، وملاحقة الفلاشات وإطلاق التصريحات الرنانة!
لا تستطيع اليوم أن تنكر وجود مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا، لكنك لا تنكر في الوقت نفسه أن وجودها كعدمها، بسبب هؤلاء الثقلاء الجاثمين على روح العمل فيها، ويرفضون مغادرتها!
ليت الثقيل الذي يستحوذ على هذه المنشأة، يشعر أنه ثقيل ويغادر "اللهم اغفر له وأرحنا منه"، ليته يشعر ويترك الفرصة لغيره.
آلاف الخبرات، والمؤهلون، والشباب المتحمسون، لا يستطيعون مواكبة قفزات بلادهم، وأخذ الفرصة في إدارة هذه المؤسسات المختلفة؛ فقط لأن ثقيلا جلس على الكرسي وأمضى سنواته الأولى في إحاطة نفسه بالذين يضمنون له البقاء سنوات أطول.
سألني أحدهم: متى ستتاح لنا الفرصة لإدارة تلك المؤسسة؟ قلت له إن مات الثقيل الذي يجثم عليها منذ سنوات. قيل لحكيم: ما أعم الأشياء نفعا؟ قال: "موت الثقلاء"!
أعذروني في الختام، لأنني أطالب بتكريس لغة القانون كثيرا، لكن ما العمل طالما أن هناك من الثقلاء من لا يردع أطماع نفسه سوى القانون!
والخلاصة: أليس بوسعنا أن نصدر قرارا يمنع الترشح لفترتين رئاسيتين مهما كانت المبررات؟!
اسأل نفسك الآن: كم ثقيلا تعرف في مدينتك يدير مؤسسة خيرية أو اجتماعية أو رياضية أو ثقافية منذ سنوات طويلة، ويرفض المغادرة؟!