في الوقت الذي تتسابق فيه بنوك عالمية على المشاركة في الطرح الأولي لأسهم شركة أرامكو، كشف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح على هامش اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة العشرين بالعاصمة الصينية أمس، أن مسؤولين سعوديين ويابانيين سيعقدون اجتماعات لمناقشة الاستثمار الياباني في الطرح العام الأولي المزمع لجزء من شركة أرامكو.






 قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن مسؤولين سعوديين ويابانيين عقدوا اجتماعات أمس لمناقشة الاستثمار الياباني في الطرح العام الأولي المزمع لجزء من شركة أرامكو. وأضاف الفالح "لدينا علاقة عظيمة مع شركات الطاقة في اليابان والمؤسسات المالية أيضا، أنا متأكد من أن الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية سيلقى مشاركة كبيرة من القطاع المالي في اليابان".

جاءت تصريحات الفالح على هامش اجتماع لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين في العاصمة الصينية بكين أمس.

 


تريليونا دولار

في وقت سابق من هذا العام كشف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن خطط طموحة تهدف إلى إنهاء اعتماد البلاد على النفط وتحويلها إلى قوة استثمار عالمية وفي القلب من تلك الخطة إدراج ما يقل عن 5 % من أسهم أرامكو الحكومية. ويتوقع ألا تقل قيمة الشركة في الطرح العام الأولي عن تريليوني دولار.

وتعكف أرامكو حاليا على الخيارات الخاصة بالطرح العام الأولي والتي تشمل الإدراج المحلي المنفرد والإدراج المزدوج في سوق أجنبية.

وتتسابق بنوك الاستثمار بالفعل على المشاركة في إدراج أرامكو باعتباره مدخلا لصفقات مغرية يتوقعون تدفقها نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التي تخطط لها البلاد.

 


طرح مُزدوج

تعمل أرامكو على طرح مُزدوج في المملكة وعلى العُملات الأجنبية مثل لندن ونيويورك وهونج كونج. وتم فتح السوق المالية السعودية تداول للمُستثمرين الأجانب في يونيو 2015، ولكن بطريقة مُتدرجة ومحدودة.

من الممكن لطرح أرامكو أن يجذب رأس مال أجنبي أكثر للسعودية، وقال مُحلّلو ستيت ستريت – شركة إدارة الاستثمارات- إن "الطرح المُزدوج مع سوق بورصة متطور قد يُسهم في تحسين التعرّف على تداول بشكل عالمي، وبالتالي سينتج عن ذلك رفع قيمة أرامكو".

ومن المتوقع للحكومة أن تزيد من دخلها بقدر 50 إلى 70 مليار دولار خلال بضع السنوات المُقبلة، حيث إنها تُحاول أن تسدّ عجز الميزانية، والمتوقع لهذه السنة أن تصل إلى 88 مليار دولار.


ولادة سوق جديدة

 قالت صحيفة فايناشيال تايمز البريطانية، إن البيع المُخطط لـ 5% من أرامكو لن يجعلها فقط أكبر شركة طاقة عالمياً لتداول الأسهم، وإنما كذلك سيكون أكبر طرح أولي عام على مرّ التاريخ. وعِلاوةً على ذلك فإن هذه الخطوة ستُعطي العالم فُرصة للوصول إلى صناعات المملكة المُهمة.

وأضافت الصحيفة أن اكتتاب أرامكو هو جزء من خطة التحوّل التي تسعى إلى الخصخصة المُعتمدة على الخارج حتى تُحسّن من مستويات التوظيف وتنوّع اقتصاد المملكة بحيث لا يكون مُعتمداً على النفط.

ولكن لا تزال هنالك بعض الشكوك حول ما إذا كانت المملكة قادرة على هذا الإصلاح الشامل، حيث إن شعبها اعتاد على أن الدولة هي التي توّفر لهم الخدمات من ولادتهم وحتى وفاتهم.

حتى إن فصل بعض المؤسسات مثل أرامكو السعودية من الدولة سيكون أمراً صعباً: إضافةً إلى استغلال ثروات المملكة الهيدروكربونية، حيث إن هذه الشركة – التي توّظف 65.000 شخص – تبني المدارس والمُستشفيات والملاعب الرياضية.