شهد النصف الأول من العام الحالي توسع المجموعات المتطرفة في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لأعمالها التخريبية في جميع أنحاء العالم، مثل أورلاندو والفلبين وإندونيسيا وغيرها، وسط مخاوف من انتشار التطرف في منطقة جنوب شرق آسيا عبر الأجهزة الذكية.

وعزت مجلة " ناشيونال إنترست" ظاهرة التهافت على الإعلام الذكي، إلى أن تنظيم داعش بدأ يخسر أراضيه وأصبح مطرودا من ساحات المعارك، متوقعة أن تنتقل عناصره إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التأهب لعمليات إرهابية عابرة للقارات، مستشهدة بما قاله القيادي الداعشي أبو محمد العدناني، وهو أن "أصغر عمل تقوم به في قلب وطنهم أفضل وأكثر ديمومة لنا مما قد تفعله لو كنت معنا".


التعاطف مع المتشددين

أبدت "ناشيونال إنترست"، تخوفها من انتشار التطرف الإلكتروني بمنطقة جنوب شرق آسيا التي تعد موطنا لأكبر عدد من المسلمين في العالم. وقالت "يوجد أكثر من 220 مليون مُسلم في ماليزيا وإندونيسيا وحدهما، وتزايد مُعدل توافر الإنترنت، خصوصا عن طريق الأجهزة الذكية، والوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، من شأنه أن يكوّن أرضاً خصبة للمجموعات الإرهابية مثل داعش كي تنشر رسالتها".

واستدركت قائلة "رغم وجود عدد كبير من المُسلمين في جنوب شرق آسيا المُعترضين على استخدام العُنف باسم الإسلام وعلى المجموعات المُتطرفة مثل داعش، فإنه ما زالت هنالك بعض الأقليات التي قد تتعاطف مع مثل هذا التطرّف".

 


نتائج علمية

استشهدت " ناشيونال إنترست" بنتائج أبحاث مركز بيو الأميركي لعام 2013، ومنها: أن 27% من المُسلمين في ماليزيا يعتقدون أن الهجمات الإرهابية على المدنيين أحيانا أو غالباً ما تكون مُبررة، بينما الإندونيسيون شعروا بشعور إيجابي تجاه القاعدة بـ23% وداعش بـ21%.

وأشارت المجلة إلى أن المخاطر عالية جداً سواءً في جنوب شرق آسيا أو ما تبقى من العالم، نظرا لتوجه المتطرفين نحو الحروب الافتراضية.

وأضافت "ناشيونال إنترست" أن المجموعات الإرهابية مُتمرّسة، وخصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أن النشاط المُتطرف يتضمن مقاطع فيديو بجودة عالية تُعظّم العُنف. وقالت " المجموعات تتفاخر بحضورها على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ إنها تنشر تسعة آلاف تغريدة وبعض مُشاركات الإعلام الأخرى بشكل يومي. وربما لا تكون شبكات التواصل هي العامل القاطع في قرار التطرّف والسفر إلى أراضي الحروب السورية أو إلى جاكرتا، ولكن طبيعة الإرهاب تتطلب القليل فقط من أجل إلحاق الضرر بشريحة كبيرة من الناس والتسبب بوفاتهم كذلك".

وتابعت "مجموعات إرهابية كداعش تُحاول أن تُعزز من نفسها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الضروري أن نُحارب التطرف ومُحاولات التعيين".

 


حملة مضادة

 


اقترحت "ناشيونال إنترست" أن الحملة المُضادة لداعش على وسائل التواصل الاجتماعي ستحتاج إلى أن تتكون من تحالف دولي مُتضمن لحسابات على شبكات التواصل  التابعة لكل من الحكومات والمُجتمع المدني.

 وأردفت "بمجرد تأسيس هذا التحالف، ستتمكن الحملة من بدء عملها بثلاث طرق مُهمة: تعزيز الحملات المُضادة لداعش ونجاحاتها، وفضح الخسائر والمواقف المُحرجة التي مرّت بها داعش، وجمع الأصوات المُسلمة المؤثرة لقيادة هذه الحرب الإيديولوجية ضد التطرف".

وأوضحت المجلة أن العالم الإسلامي يعارض إيديولوجية التطرّف والإرهاب، مشيرة إلى أن بدء حملة مُضادة لداعش من شأنه أن يكون أمراً سهلاً بالنسبة للمجتمع العالمي.