اعتاد المجتمع اليمني منذ فجر التاريخ على احترام المرأة وصيانتها والنأي بها عن كل أشكال الامتهان، أو الاعتداء عليها، مهما كانت الظروف والمسببات. وتعارف اليمنيون على مراعاة حرمات المنازل، وعدم اقتحامها، أو الاطلاع على من بداخلها دون إذن أصحابها.

إلى أن الانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، دأبوا منذ اجتياحهم العاصمة صنعاء على تجاهل تلك التقاليد العريقة، حيث لم يضعوا لها أي اعتبار، ولم يرعوها، ومارسوا العديد من الانتهاكات بحق المرأة في اليمن، واقتحموا المنازل، واطلعوا على عورات العائلات، واعتدوا بالضرب على المتظاهرات اللاتي كن يطالبن بالإفراج عن أقاربهن. وكذلك أقدّم المتمردون الحوثيون في حالات كثيرة على هدم منازل المعارضين السياسيين فوق رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال.

عيب أسود

يقول الناشط السياسي في المقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، عبدالله شريف إن الشعب اليمني يعتبر أن من العار أن تمتد يد الرجال بالإيذاء للنساء، فالمرأة لها خصوصيتها وكرامتها، إلا أن الانقلابيين الحوثيين اعتادوا على تجاهل كل القيم والعادات المتوارثة في اليمن، وما يقومون به من انتهاكات بحق النساء والأطفال هي أعمال بربرية، لا تقرها ديانات سماوية ولا أعراف بشرية.

وأضاف "وصل العبث والانتهاكات إلى أخطر ما يملكه المواطن اليمني وهو عرضه وشرفه، وستكون للمقاومة ردة فعل واضحة على هذه التجاوزات، فالانقلابيون الحوثيون يعتدون على عروض الناس وشرفهم، ويضربون النساء والأطفال، وهذا جزء من تربيتهم، فهم دخلاء على المجتمع اليمني ولم يتشربوا بأخلاق أفراده وتقاليدهم".

الاعتداء على المرأة

في مارس الماضي اعتدت الميليشيات الانقلابية على مجموعة من الناشطات السياسيات عقب تنظيمهن وقفة احتجاجية نسوية، وقامت بتفريق المشاركات بالقوة. وقالت مصادر محلية إن عناصر الميليشيات الانقلابية تصدوا لمجموعة من الناشطات خلال تنظيمهن وقفة احتجاجية، للتنديد بتدهور الوضع المعيشي التي تشهده أمانة العاصمة، والمطالبة بتوفير وتحسين الخدمات. ورغم أن المتظاهرات التزمن بالسلمية، إلا أن الانقلابيين اعتدوا عليهن بالضرب بأعقاب البنادق، كما أطلقوا النار في الهواء لإفزاع المشاركات، إضافة إلى توجيه السباب والشتائم والألفاظ البذيئة لهنّ وتفريقهنّ بالقوة.

وقالت إحدى المشاركات في تصريحات صحفية "سكان صنعاء يموتون من الجوع والمرض والميليشيات تبني كيانها عبر قتل اليمنيين ونشر الدمار والخراب في كل المحافظات. وما تعانيه صنعاء خصوصا، واليمن عموما، من جور الميليشيات الانقلابية، كان سببا رئيسا لخروجنا لرفض جرائم الميليشيات، إلا أننا قوبلنا باعتداءات حوثية، وليس غريبا على ميليشيات الانقلاب هذه التصرفات، فقد اعتادت على القتل وسفك الدماء وتدمير الحياة، لذا قام عناصرها بالاعتداء على نساء رفضن جرائمهم بشكل سلمي ولم يحملنّ حتى العصي".

استنساخ الفشل

عقب تزايد الانتقادات للجماعة الانقلابية بسبب اعتداءات أفرادها على النساء، وضرب المتظاهرات، لم يجد المتمردون حلا سوى استنساخ تجربة "الزينبيات" في إيران، لمواصلة الاعتداء على النساء، حيث تم تجهيز لواء كامل من المقاتلات يشبه الشرطة النسائية، لممارسة العدوان بحق المرأة اليمنية التي ظلت طوال تاريخ بلادها مصونة وبعيدة عن الاعتداءات والنزاعات ذات الطابع السياسي.

وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان إن التشكيل الجديد الذي يطلق عليه مسمى "الزينبيات" مختص باقتحام المنازل، وتفتيش النساء، والاعتداء عليهن، إضافة إلى تفريق المظاهرات النسوية بالقوة، مضيفا أن عناصر التشكيل الجديد تلقين تدريبات عسكرية مكثفة، شملت كل أنواع القتال البدني.

وأضاف المركز أن ظاهرة "الزينبيات" عُرفت في إيران، حيث تم تشكيل فصيل نسائي مسلح يحمل هذا الاسم، وقد مثل تشكيل الحوثي لفصيل مماثل في محاولة استنساخ مفضوحة للتجربة الإيرانية بكامل تفاصيلها. ودعا المركز كل شرائح المجتمع اليمني إلى مناهضة هذا المخطط والتصدي له.

تقاليد راسخة

وصفت الناشطة في صفوف المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء، إيناس منصور ممارسة عناصر التشكيل بأنها "غير أخلاقية"، مؤكدة أن ما يقمن به هو أسلوب دخيل على المرأة اليمنية. وقالت في تصريح إلى "الوطن" "الانقلابيون لم يكتفوا بالاعتداء على الشباب والصحفيين والناشطين السياسيين، ولم يقنعوا باعتداءاتهم بحق الأطفال، وحرمان مليوني طفل من التعليم، بسبب هدم مدارسهم، وتحويل غالبيتها إلى ثكنات عسكرية، فبدأوا يبحثون عن طريقة جديدة للاعتداء على المرأة اليمنية، التي ظلت طيلة العصور السابقة في منأى عن تلك الانتهاكات، مراعاة للقيم والمبادئ التي تشرب بها اليمنيون وورثوها أبا عن جد، إلا أن هذه الميليشيات الدخيلة على تقاليد المجتمع، والتي لا تدرك شيئا عن تاريخ اليمن وقيم أبنائه اختارت أن تدخل في قاموس اليمنيين ممارسات دخيلة استقوها من طهران ونظامها الدموي، فكانت ميليشيات الزينبيات. إلا أن المرأة اليمنية التي عرفت بقوتها وصلابتها لن تقف موقفا سلبيا إزاء تلك الهمجية وستلقن ميليشيات الانقلابيين دروسا لن ينسوها".


تجاوزات وانتهاكات

ضرب الناشطات السياسيات

اقتحام المنازل وكشف العورات

توجيه الإساءات والسباب

الاعتداء على المتظاهرات

اعتقال النساء في السجون

هدم المنازل على رؤوس سكانها

تفتيش المرأة في الشوارع