اعتادت معظم الشركات الكبرى تمرير عبارة (العميل أولا) وهي جملة جميلة براقة جذابة مطمئنة توهم العميل بأنه فعلا في المقام الأول، ولكن ربما تجد حقيقة التعامل عكس ذلك تماماً، بل قد تجد أن هذه الجملة يرددها أكبر مسؤول في المنظمة ولكن لا تلمس على أرض الواقع شيئا.

لكن في أمسية رمضانية جميلة كان هناك جملة جديدة ولدت من فكر قيادي متميز وهي (الموظف أولا)، والتي أقرها بل وأصر عليها الدكتور خالد بياري الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية الذي أبهر الجميع بحديثه من خلال لقاء مع زملاء من الإعلامين، فقد لفت الأنظار بطريقة تفكيره ورؤيته لقيادة شركة تعرضت لانتقادات واسعة ورفعت عليها دعاوى في الجهات المختصة، عوضاً على ما تعرضت له الشركة من هجوم لاذع في الصحف إضافة إلى المجالس العامة.

الدكتور بياري أكد أن راحة الموظف من جانب الامتيازات الوظيفية بشكل عام والتأهيل التدريبي تشكل ركيزة هامة في انعكاس الخدمات الإيجابية على العميل، حيث أوضح ذلك بأسلوب راق وقيادي، تشعر أنه (أغلق الستائر) وبعد ذلك ظهر على المسرح، إذ لا يمكن أن تظهر وأنت لم تحل مشاكلك الداخلية. وبمهارة الإداري المحنك أقر بنقطة هامة جداً وهي أن هناك أمورا تحتاج إلى تعديل وإعادة نظر، فلم يطلق عبارة مطاطية وهي أن هناك تقصيرا أو أخطاء، بالعكس جزم بأنه لا بد من إجراء لاستئصال المشاكل، وكان مقياسه قلة عدد الشكاوى وارتفاع التميز بين الشركات العالمية للمرتبة 22.

حواره عميق وجميل وأجاب على عدة استفسارات تشغيلية اقتصادية بوضوح تام، ووددت لو أنه أمهل قليلا من الوقت لولا أن أحد المسؤولين لدى الشركة استعجله بحجة السفر وتحديد الأسئلة (وكأن الحضور من الموظفين). خاصة وأن الحضور الكريم كان معجبا جداً بصراحة ولباقة ووضوح الدكتور بياري وبأناقته في التعامل مع الضيوف. بقي أن أشكر الأحبة الأعزاء الرائع ياسر الغسلان كاتب الوطن والاجتماعي الخلوق محمد الرشيدي والدينمو سليمان المشاري. وهنيئا لنا بشخص مثل الدكتور خالد بياري الذي تحدث الجميع عن تفوقه منذ مراحله الدراسية. وليلعم الدكتور بأن لدي الكثير من الأصدقاء بالشركة الذين أشادوا بنهجه الإداري.