في كل عام وقبيل الإجازة ترى التخطيط المسبق من كثير من الأسر السعودية لقضاء رحلة الاستجمام والراحة أو العلاج والاستطباب أو حتى التسوق، وفي الآونة الأخيرة بدأ كثير من الأسر بالتسرب لخارج البلاد لقضاء عطلهم.
وقد كثر الحديث وقتلته وسائل الإعلام نقاشا وبحثا من أجل الإيحاء والتوجيه المسبق لهذا المواطن بأن سياحة البلد أولى، ولكن المؤلم حقا أن الشخص حينما تناقشه عن سبب سفره للخارج سيجيبك: يا أخي أبحث عن النظافة وعن الأمانة وعن الخدمات الممتازة والإيجارات المعقولة نسبيا مقارنة بمرحباً ألف والشقة بألف و.. و.. و..
وهنا أقول وبالله التوفيق إن كل الدول التي ننظر لها بعين الانبهار نهضت وتطورت لأنها ربطت جسور المواطنة الحقة بين المسؤول والفرد لغرض واحد فقط هو نهضة البلد فقط.
لا كما يحصل لدينا: فالفرد مثلاً يبحث عن النظافة، وهو أول من يرمي المخلفات بالشوارع ويدمر الممتلكات العامة والمتنزهات، ينشد أفضل الخدمات الصحية والتعليمية، وبالمقابل تجده أول من يسعى إلى الوساطة لأخذ ما ليس له والتعدي على فرص الآخرين.
التاجر تجده يتمنى أن يرى البلد كما الدولة الفلانية، وحينما تبحث عنه تجده بعيدا كل البعد عن الشراكة المجتمعية، فسعودته وهمية وبضائعه مغشوشة ومنشآته متهالكة وأسعاره غالية.
وأما بعض المسؤولين فهم لا يعترفون بالسياحة الداخلية أبدا، لأنها لا تناسب ترفهم الباذخ، ولو أنهم أخلصوا قليلاً وتابعوا المشاريع التي أوكلوا عليها من قبل ولي الأمر -وفقه الله- لكانت بلادنا قبلة الزوار ولأصبح -سمننا في طحيننا-.
إنني يا سادة لست بسوداوي النظرة ولكن متعقلها، فلكي نواكب النظرة التحولية للدولة والتي تحمل هم الشعب في مرحلة ما بعد البترول يجب علينا أولا أن نبدأ بالتغيير فردا وتاجرا ومسؤولا. فالمجتمع نسيج وحدة متكاملة لا يقوم على أشخاص دون الآخرين.