لم تتوقف طائفة الخوارج عن استغلال رمضان، في تمرير عملياتها الإرهابية، عن طريق ربطها بالفتوحات الإسلامية التي كانت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، مستغلين روحانية هذا الشهر وطمأنينة المسلمين في استبعاد حدوث عمليات القتل وسفك دماء الأرواح البريئة، إذ تكررت هذه الأحداث في رمضان من كل عام، وكان أولها قتل ابن ملجم لسيدنا علي بن أبي طالب، بعد التخطيط لتلك العملية قبلها في المسجد.

وتوعد تنظيم داعش الإرهابي عبر متحدثه محمد العدناني في رسالة صوتية، أخيراً، بثها منتمون للتنظيم، الدول كافة، بعمليات وصفها بـ "الغزوات والفتوحات"، موضحاً أنها ستطال الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء. وتضمنت الرسالة، تذكير المنتمين للتنظيم، بالعودة إلى تنفيذ الهجمات واستغلال رمضان الكريم، كونه شهر الغزوات والفتوحات منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.

انتهاك الحرمات

أرجع عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الشريف حاتم العوني، انتهاك هذه الطائفة لحرمة رمضان، إلى سببين، أولهما الجهل الشديد، والظن بأن هذه العمليات الإرهابية نصرة للدين وقربى لله، وثانيهما انتكاس الفطرة، بسبب العزلة للإضرار بالمسلمين وتناسي ماضيهم.

وأكد العوني، أن المنتمين لهذه الطائفة يمشون على هذه السنة في كل رمضان من كل عام، لانتهاك حرمته في البلد الحرام. وذكر العوني، أن هذه الفئة مصابة بالغرور. وأوضح أنه من الضرورة معالجة هذه القضية، وإلا سيستمر التجنيد والتوليد للإرهاب، لافتاً إلى أن الأمر لم يعد يقتصر على الحالات الفردية فحسب، بل تجاوز الأمر ذلك، ولنا فيمن يعلن عنهم ومن لم يعلن بعد، عبرة.

ضعف حصانة

أشار العوني إلى أن هذه الفئة والمنتمين إليها تعاني من ضعف الحصانة، ما جعلهم قنابل موقوتة قد تنفجر دون تحديد زمني، موضحاً أنها في حاجة عاجلة للعلاج النفسي والتقوية الإيمانية، كونهم لا يقتنعون بأحد. وذكر أن لجان المناصحة تقوم بدورها لمن يتم القبض عليه، موضحاً أن كثيراً من الحالات قبض عليها ولم يلحظ ذووها أي تغير عليهم، الأمر الذي وضعهم ضمن المختطفين فكريا، ودعا العديد من الجهات الرسمية إلى تكثيف جهودها لإيقاف هذه الأعمال الإرهابية.