تحفظت الحكومة اليمنية في العودة إلى مشاورات السلام في الكويت، ما لم يتم تدارك السلبيات التي عانتها جولة المفاوضات السابقة، مشيرة إلى أن المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مطالب بالتوقف عن اتباع أسلوب اللين والتراخي مع الوفد الانقلابي، وإظهار قدر من الشدة والجدية في التعامل معهم، وإرغامهم على التعاطي الإيجابي مع الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة التي يعانيها الشعب اليمني.


الالتزام بالتعهدات

قال عضو في الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات السابقة -رفض الكشف عن هويته في تصريحات إلى "الوطن"- إن الشرعية لن تشارك في المفاوضات إذا كانت ستمضي بنفس وتيرتها السابقة، وهو ما وصفه بأنه "إضاعة للزمن". وأضاف "مكثنا في الكويت قرابة 70 يوما ونحن نحاول التوصل إلى الحد الأدنى من صيغة للتوافق والتفاهم، إلا أن كل تلك الجهود تبددت بسبب التعنت الكبير الذي أبداه الوفد الانقلابي، ورفضه التجاوب مع الوساطة الدولية، وتراجعه المستمر عن كل ما تم التوصل إليه من تفاهمات، ومواصلته العدوان على المدنيين، والسعي إلى تحقيق تقدم حقيقي على الأرض، باستغلال التزام الحكومة الشرعية بالهدنة التي أعلنت ولم يلتزم بها الحوثيون. وإذا كنا قد تمسكنا في السابق بالتزاماتنا، رغبة في التوصل إلى حلول سلمية للأزمة، فربما لا نستطيع الاستمرار على هذا النهج مستقبلا".


تغيير أسلوب الوساطة

تابع عضو الوفد الحكومي قائلا "إذا كان أسلوب المفاوضات سيستمر كما كان عليه في الجولة السابقة فسوف نمتنع عن المشاركة فيها، وسيكون خيارنا هو تغليب الحل العسكري لاستعادة الشرعية وفرض الأمن والاستقرار في اليمن. وإذا أرادت الأمم المتحدة نجاح وساطتها فعليها رفع العصا الغليظة في وجوه المتمردين، وممارسة أقصى أنواع الضغوط معهم، وحث الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن على التعامل معهم بطريقة مغايرة تجلبهم بها للتفاوض بنية حسنة، وتلزمهم بتنفيذ التعهدات التي يوقعون عليها. أما العودة إلى الأسلوب السابق فلن يؤدي إلا لإطالة أمد الأزمة وزيادة معاناة اليمنيين".

واختتم تصريحه بالقول "طلبنا من ولد الشيخ أحمد، رسميا، أن يغير أسلوب الوساطة إلى طريقة تؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس، ووافق على طلبنا مؤكدا أن وفد الوساطة عقد العديد من الاجتماعات فيما بينه وتوصل إلى حتمية اتباع أسلوب جديد يتم من خلاله توثيق كل ما يتم الاتفاق عليه، وإطلاع مجلس الأمن على تفاصيل المفاوضات أولا بأول".


إشادة دولية

حث سفراء الدول المعتمدون لدى اليمن أطراف محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت على مواصلة العمل عن كثب مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة. ودعوا إلى العمل الجاد لأجل التوصل إلى حلول مرضية تضع حدا للأزمة الإنسانية في اليمن، وتؤدي لإزالة المعاناة عن الشعب، كما أشادوا بالجهود التي تبذلها المملكة لحل الأزمة في اليمن، واستضافة لجنة التهدئة والتنسيق، وأشادوا ببيان التحالف العربي لاستعادة الشرعية، الذي قال إن المملكة مستمرة، رغم تعرضها للعديد من الاعتداءات الحوثية، وآخرها محاولة إطلاق صاروخ على مدينة أبها، مساء الثلاثاء الماضي، في استمرار احترام تعهداتها بدعم محاولات السلام، وتهيئة الأجواء اللازمة لإنجاح المفاوضات التي تستضيفها الكويت.