قبل ساعات من انعقاد قمة حلف الناتو التي عقدت في العاصمة البولندية وارسو أمس، وقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الجورجي جيورجي كفيريكاشفيلي، على مذكرة تعميق الشراكة في مجالي الدفاع والأمن. كما انعقد في إطار الزيارة، اجتماع اللجنة "الأميركية – الجورجية" للشراكة الإستراتيجية التي تشمل مجموعة واسعة من مجالات التعاون في الاقتصاد والتجارة والطاقة والدفاع والأمن.

في الأثناء، توجه كيري إلى زيارة أوكرانيا أيضا حيث التقى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء فلاديمير جرويسمان، لبحث التعاون العسكري والمساعدات الأميركية لكييف وإجراء الإصلاحات في أوكرانيا، وتنفيذ اتفاقيات مينسك وغير ذلك من القضايا، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية إضافية بنحو 23 مليون دولار لمساعدة المضارين من الأزمة في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن المساعدات الأخيرة سترفع القيمة الإجمالية لما قدمته أميركا لأوكرانيا إلى أكثر من 135 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة.


استمرار الدعم

لا يستبعد مراقبون أن يعلن الحلف بحضور الرئيس الأوكراني بوروشينكو القمة في وارسو، توسيع دعم إصلاح الجيش في أوكرانيا. ووفقا للتقارير والتصريحات، فإن الجانبين أقرا خطة شاملة لدعم الإصلاحات العسكرية في أوكرانيا"، ومن المقرر حسب مصادر أوكرانية أن يتم التوقيع على هذه الخطة خلال قمة الناتو.

من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الأميركي بأن الولايات المتحدة تدعم جورجيا في قمة حلف الناتو، وأنه يشعر بالمسؤولية تجاه مساعدة الشعب الجورجي لتحقيق هدفه بأن يصبح عضواً في الحلف. وقال كيري إنه "كما جاء في إعلان قمة بوخارست، فإن جورجيا ستصبح في المستقبل عضواً في الناتو. نحن قمنا بتأييد هذا البيان خلال القمتين في شيكاجو وويلز. وقد أيدنا وسنؤيد خلال القمة في وارسو، لأن الشعب الجورجي اختار المستقبل الأوروبي الأطلسي، ونحن نشعر بالمسؤولية تجاه الشعب الجورجي في تحقيق هدفه".


لقاءات مكثفة

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مساعد وزيرة الخارجية فيكتوريا نولاند رافقت كيري خلال زيارته إلى جورجيا وأوكرانيا. ولكن الوزارة أشارت إلى أنها ستتوجه بمفردها بعد ذلك، بزيارة عمل إلى كوسوفو وألبانيا ومقدونيا وصربيا وقبرص.

وذكرت أن نولاند ستلتقى يوم 10 من يوليو الجاري، مع ممثلين عن حكومة كوسوفو لمناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية، واستمرار دعم تكامل" كوسوفو الأورو - أطلسي".

وستلتقى نولاند أيضا ممثلين عن الحكومة الألبانية، لبحث مجموعة من القضايا الإقليمية. وفي 11 يوليو ستقوم بعقد لقاء في العاصمة المقدونية مع السلطات المحلية لبحث القضايا الثنائية. كما ستبحث نولاند في العاصمة الصربية بلجراد مع الحكومة الصربية عملية استمرار المباحثات مع ممثلي كوسوفو، واستمرار الدعم لجهود صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كذلك ستبحث نولاند في نيقوسيا، يوم 12 يوليو، مع ممثلي حكومة قبرص استمرار دعم الولايات المتحدة لحل المشكلة القبرصية بوساطة الأمم المتحدة.

رفع الجاهزية

تأتي كل هذه التحركات الأميركية – الأطلسية قبيل قمة الناتو في وارسو، وستتواصل بعدها لضبط عقارب الساعة ليس فقط في العلاقات مع روسيا، بل وأيضا في ترتيب الأوراق في عدد من المناطق، على رأسها البلطيق والبلقان، وأوكرانيا وجورجيا، وبولندا ورومانيا، فضلا عن بعض التصريحات المتعلقة بالشرق الأوسط، ولكنها في مجملها تستهدف الارتكاز عليها للمزيد من رفع جاهزية الحلف، ونشر المزيد من القوات والأسلحة على أراضي الدول الأعضاء فيه لمواجهة المخاطر والتهديدات.