يستهدف "داعش" الشباب في تنفيذ مخططاته الإرهابية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في أراضي المملكة العربية السعودية.

ومما يزيد الوضع سوءا، أن هؤلاء الشباب مواطنون يحملون الجنسية السعودية، تربوا وتعلموا في رحاب المملكة العربية السعودية، ثم أرادوا لها السوء. ما الذي يحدث لشبابنا؟!

كيف لشاب عاقل أن يقتل رجل أمن يحمي وطنه والمواطنين، وكيف لشاب عاقل أن يفجر نفسه في بيت الله تعالى والناس تؤدي فريضة صلاة الجمعة؟

يُقال إن: "الاطراد الأحمق آفة العقول الصغيرة".

بمعنى، أنه توجد في حياتنا نوعية من الناس لا تستخدم عقلها في التفكير وفحص الأمور، هل هي صحيحة ليتم تقبلها أم خاطئة فترفض؟ بل تُسلِّم عقولها لغيرها فيديرونها لهم كيفما يشاؤون مما ينتج عنه التبعية التامة "سياسة القطيع".

فأصبح هؤلاء الشباب كالأدوات في يد "داعش" وغيرهم، يوجهونهم نحو تحقيق أهدافهم الإجرامية.

إن من يتعامل مع فئة الشباب سيدرك أن هناك عدة عوامل ربما تجعل من ذلك الشاب اللطيف والمتحمس للتعلم والمليء بالحيوية شابا مجرما، ومنها:

أولا: عدم التحصن بالوازع الديني القوي، والذي سيكون رادعا له من كل سوء.

ثانيا: فقدان ثقته بنفسه، مما ينتج عنه ضعف في الشخصية تجعله ينقاد خلف غيره.

ثالثا: تقديس بعض البشر، مما يجعله يتقبل منه أي أمر بلا تفكير. رابعا: التأثير السلبي لرفقاء السوء.

خامسا: الانخداع بتفكير بعض الناس في مواقع التواصل الاجتماعي.

سادسا: التفكك الأسري عند أسرة الشاب من طلاق وإهمال ونحوهما.

سابعا: الإدمان على تعاطي المخدرات والكحول.

وسأعلق هنا على دور الأسرة في تحصين ابنها الشاب من الإرهاب والالتحاق بالفرق الضالة، لماذا اخترت الأسرة بالتحديد؟

الأسرة هي الوعاء الثقافي الأول الذي يتشرب منه الطفل الدين والقيم والاتجاهات والعادات والتقاليد فيما نسميه بـ"التنشئة الاجتماعية"، ثم يمارسها في سلوكياته حتى يكبر في العمر.

ومن الخطأ أن تتوقع الأسرة أن دورها في متابعة ابنها ينتهي بمجرد تخرجه في الثانوية أو الجامعة، بل إن المسؤولية مستمرة، لأن المسؤولية من التربية، يقول المصطفى، صلى الله عليه وسلم، "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

ففي السابق كانت الأسرة لا تخشى على ابنها إلا من الصديق غير السوي. أما في وقتنا الحالي فإن المخاطر تَحُفّ بالشاب من جميع الاتجاهات "صديق غير سوي، الأثر السلبي للعولمة، الاستخدام الضار للتقنية، المخدرات، الكحول، الفتن.. إلخ".

لذا، ينبغي على الأسر السعودية أن تكثف الجهد في متابعة أبنائها وتوجيههم نحو المسار الصحيح، باستخدام أسلوب الحوار والنقاش الهادف، وبناء الثقة المتبادلة، وإشعار الابن بالاحترام والحب، وتعزيز التصرفات الإيجابية ونقد التصرفات السلبية، والبعد عن التعامل بطريقة الفرض والسيطرة.

فالحفاظ على الوطن ليس مسؤولية رجال الأمن فحسب، بل إن أمن الوطن واجب على المواطن ورجال الأمن معا.