تطرقت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، أمس، إلى تزايد الاعتماد العالمي على نفط الشرق الأوسط، ونقلت عن رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إشارته الأسبوع الماضي إلى أن حصص النفط القادم من الشرق الأوسط ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ السبعينات ومن المرجَّح أن تواصل النمو.


الإمدادات النفطية

تعد تصريحات بيرول تذكيرا مفيدا بنقطة الضعف التي قد تنسى بسهولة كبيرة في هذه الأيام، حيث أسعار النفط الخام فيها منخفضة، وهي أن العالم ما زال قابلاً للتعرض إلى صدمة في مجال الإمدادات النفطية.

ومن بين البلدان المستهلكة للنفط، كانت الولايات المتحدة الأنجح في تخفيض اعتمادها على النفط المستورد، والعوامل الأساسية وراء ذلك تكمن في تباطؤ النمو بسبب الركود في 2007 – 2009 وازدهار استخراج النفط الصخري خلال السنوات الست الماضية، فضلا عن السياسات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش.

 


صافي الاستيراد

انخفض صافي استيراد النفط الخام من 12,5 مليون برميل يوميا في عام 2005 إلى 4,7 ملايين برميل يوميا في العام الماضي. لقد باتت الاقتصادات الكبرى الناهضة متعطشة أكثر إلى نفط الشرق الأوسط، كما هي الحال مع الصين التي نما استهلاكها للنفط بنسبة 73% خلال الفترة بين 2005 – 2015، إلى جانب انخفاض النسبة التي يغطيها إنتاجها المحلي إلى 35% من 36%.   كما زاد الاستهلاك النفطي في الهند بنسبة 60% خلال الفترة نفسها، وانخفض إنتاجها المحلي من 28% إلى 21%.


تدني الأسعار

هبطت أسعار النفط أمس وسط إشارات على أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة تأقلموا مع الأسعار المتدنية ومع تجدد مظاهر ضعف الاقتصاد الآسيوي. وجرى تداول خام برنت بسعر 46.38 دولارا للبرميل بحلول الساعة الـ06:53 بتوقيت جرينتش بانخفاض 38 سنتا عن سعر آخر تسوية. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 46 سنتا إلى 44.95 دولارا للبرميل.

وتتعرض الأسواق الحاضرة لضغوط، إذ يزيد إنتاج النفط الكندي عن السعة الاستيعابية لخطوط الأنابيب، مما يمثل ضغطا على أسعار الخام الذي تنتجه البلاد والذي بات حاليا أقل بواقع 15 سنتا عن سعر خام غرب تكساس الوسيط.


التباطؤ الاقتصادي

حددت إيران سعر البيع الرسمي للخام الإيراني الخفيف للمشترين في آسيا عند 45 سنتا للبرميل فوق متوسط أسعار خامي عمان ودبي لأغسطس بانخفاض 40 سنتا عن الشهر السابق. وقال تجار إن انخفاض الأسعار ناتج عن شروع شركات التكرير الآسيوية في تخفيض طلبيات الخام وأيضا التباطؤ الاقتصادي في المنطقة. وقال بنك جولدمان ساكس إنه يتوقع "أن يظل خام غرب تكساس الوسيط في نطاق بين 45 و50 دولارا للبرميل على مدار الأشهر الـ12 المقبلة".

 


45 دولارا للبرميل

هناك إشارات على أن المنتجين في الولايات المتحدة باستطاعتهم التأقلم مع سعر النفط عند 45 دولارا للبرميل أو أكثر في الوقت الذي أضافت فيه شركات الإنتاج منصات للأسبوع الخامس من بين ستة أسابيع وانحسرت حالات الإفلاس بين شركات النفط الأميركية في يونيو الماضي، وتراجعت المراهنات على ارتفاع النفط الأميركي قرب أدنى مستوى في أربعة أشهر. وفي الصين تكهن مسح شمل 61 من خبراء الاقتصاد بتراجع النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوى في سبع سنوات عند 6.6% في الربع الثاني.