كعادته الدكتور عبدالعزيز قاسم دائما يفاجئنا بأفكاره العظيمة وغير المسبوقة، وامتدادا لهذه الأفكار العظيمة كتب لنا يوم الإثنين الماضي بصحيفة الشرق مقالة عنوانها "إيران تكتب تاريخنا الإسلامي عبر السينما"، طبعا "ما يحتاج" تقرأ المقالة سأختصر عليك هذا العناء. رسالة المقالة هي: أن إيران تصرف ملايين على السينما وتنتج أفلاما عن الإسلام برؤية شيعية، وهذه الأفلام توجه لكل العالم! آن الأوان للاهتمام بالسينما ليس من أجلنا -حاشا لله- ولكن من أجل إيران الخبيثة.
فالدكتور عبدالعزيز قاسم يريد "تزبيط" وضع السينما في السعودية ليس لأنه مؤمن برسالتها ولا بفوائدها الاجتماعية والفكرية والاقتصادية، ولكن لأن إيران بدأت تكتب التاريخ الإسلامي من خلالها!
واضح أن لسان حال الدكتور يقول: اتركوا متعتنا ورغبتنا كشعب "على جنب" بس إيراااان!! يرضيكم إيران تشوه الدين الإسلامي بالسينما؟ لا بد أن نوافق على السينما لنحارب بها إيران.
وأنا من هنا أريد أن أخرب مشروع الدكتور عبدالعزيز وأريد أن أكون صادقا معه وأقول: إذا فُتح باب السينما من أجل الإسلام فنحن بالمملكة لسنا كلنا من تيار ومذهب واحد، وكلنا متساوون في الحقوق، فعندما يُسمح لك بإنتاج فيلم سينمائي يمثل مذهبك فسوف يسمح لغيرك بإنتاج فيلم سينمائي يمثل مذهبه. وطبعا أنت "جزاك الله خيرا" ما تحملت حلقة واحدة من "سيلفي" فما بالك بكم كثير من الأفلام؟
السينما من أجمل الفنون، والذي يريد أن يطالب بها يجب أن يعترف بقيمة الفنون لذاتها قبل كل شيء، وألا يربطها بإيران ولا بغيرها. الفنون ليست تحصيل حاصل، فإما أن تؤمن بها لإيمانك بأهميتها أو لا تتعامل معها بانتهازية.
الانتهازية باختصار هي السياسة والممارسة الواعية للاستفادة من الظروف مع إهمال المبادئ.