لم أجد ما يمكنني الكتابة عنه، وعن الأخص أن الأحداث تبدو بطيئة في شهر رمضان الكريم، حاولت أن أحك رأسي مرتين، تناولت فنجانين من القهوة، وحاولت أن استمر في البحث عما أثير خلال الأيام الماضية، كي أطرح على الأقل وجهة نظري، وأنا أدرك أن رمضان المبارك حينما يأتي، فالكل ينطوي تماماً على حاله، ويبقى الجدال مرهوناً بحدث ما، كأن تنفجر قصة ما في "تويتر"، وهو المكان المفضل لدينا كسعوديين، حينها يبدأ الجميع في إعطاء نصاب أفكارهم ومحاورة الآخرين سواء بديمقراطية وهي قليلة، وأحياناً برمي مخلفات من الألفاظ والشتائم لا طائل منها وادعاءات لا صحة لها، فقط لمحاولة إحراج الطرف الآخر.

بالرغم من أننا لم نزل في اليوم الرابع من شهر رمضان الكريم، ولكن ما أخشاه أن أسمع دوي انفجار إرهابي في أحد المساجد، لذا، سعدت حينما علمت أنه قد تم وضع كاميرات في معظم المساجد التي ستقام بها صلاة التراويح، وذلك حتى يستطيع المسلمون والمسلمات أداء صلاة التراويح، دون أن تراودهم أية مخاوف أو قلاقل، مما يمكن أن يحدث أثناء أدائهم الصلاة، قلقة جداً من مشاعري المتهالكة حتى وأنا أدون مقالي، وأحاول بقدر ما أستطيع أن أنفي من رأسي كل ما يمكن لهُ أن يثير شهيتي للخوف، أعترف أنني خائفة مما يمكن أن تقوم به عصابة داعش، وأنني سأضع يدي على قلبي طوال الشهر الكريم، حتى لا يُفجع المسلمون والمسلمات بإمكانية حدوث عمل إرهابي، أو حتى وجود شباب يمكن لهم الإسهام في مد يد العون للعصابة الداعشية، مؤمنين بأن ما يقومون به هو من أجل الله، ومن أجل بناء دولة إسلامية على هواهم الفكري والنفسي.

الحقيقة التي تنبه إليها الكثيرون أن "داعش" كي تزرع قنبلة على سبيل المثال في أي مكان يروق لها، فكل ما تحتاج إليه فتى أو شاب مفكك ذهنياً لكي يطوق خاصرته بحزام ناسف، ويمتلك طموحاً بأن يكون كرئيس عصابة للقضاء على جيرانه، وزملائه، وحتى أسرته إن لزم الأمر ذلك، فالمنضمون لفصيلة داعش كل ما يحتاجون إليه براعة بالغة في مجاراتهم في الحديث، وإستراتيجيات سردية تماثل ما يجيء في الروايات المحبوكة بشكل جيد، بالتأكيد إلى جانب يقين الأحمق بأن الجنة في انتظاره، حيث يعتقد بأنها ستفتح لهُ الأبواب فوراً، لأنه قتل وروع أمن أفراد مجتمعه، متناسيا أن هناك أمورا شتى تمكنه بسهولة من الدخول إلى الجنة التي يحلم بها دون أن يريق قطرة دم واحدة!

في الوقت الآني وبعد انتهاء مباراة كأس خادم الحرمين الشريفين، وحصول فريق الأهلي على كأس البطولة، منتصراً على فريق النصر، فإن الكثير لم يجد ما يغريه للمشاركة والتفاعل عن الإنترنت، لم يتصيد أية أخطاء على الوزراء الجدد، لكنه يعيش حماسة كبيرة وذلك في انتظار مشاهدة حلقات "سيلفي 2" من بطولة الفنان الكوميدي الشهير ناصر القصبي، للسنة الثانية على التوالي، بعد انفصاله عن رفيق دربه عبدالله السدحان، وحلقات "سيلفي" تتصدر على الدوام هاشتاق "تويتر" في السعودية بعد كل حلقة، المسلسل يعالج مواضيع شائكة وتهم المجتمع بجرأة كبيرة متجاوزاً فيه محاذير كثيرة، وعلى الأخص فيما يتعلق بالمشاكل أو الآراء الصادمة التي يطرحها تجاه مشايخ العلوم الدينية.

في رمضان لن أجد ما يمكن أن أكتبه عن المجتمع في السعودية، سوى المعاناة المستمرة التي تعاني منها العديد من الأسر في هذا الشهر المبارك، ألا وهي هروب الخادمات قبل رمضان بيوم واحد، وأحياناً صبيحة أول يوم في رمضان، والحكومة حتى الآن لم تجد ما يمكن أن تقوم به، لكي تسهم في مساعدة الأسر في إيجاد حلول بديلة لهروب خادماتهم اللاتي يتم إغراؤهن بالحصول على مبالغ مالية كبيرة، وفي هذا الصدد قال وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني لصحيفة "الوطن"، إن الوزارة تناقش مسودة عقوبات ضد مشغلي العمالة المنزلية الهاربة من كفلائها، وذلك بالتنسيق مع 3 وزارات أخرى أمنية واجتماعية لرفعها للجهات العليا لإقرارها وتطبيقها، أي أن الموضوع لا يزال يناقش العقوبات، والأسر تشتكي مما يحدث لها، ورغم أن الحقباني أوضح أن العقوبات قد تصل إلى السجن 15 عاماً وغرامات مالية كبيرة تصل حتى إلى 100 ألف ريال عن كل مخالفة، لمساعدي الخادمات على الهروب من كفلائهن، إلا أن الوضع لم يتغير مطلقاً حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها حالياً.

فالخادمات في تدافع مستمر في الهروب، ونحن المواطنون مشغولون بمتابعة ما يأتي به مسلسل سيلفي، لكي نبدد من خلاله مللنا التلفزيوني!