اهتمت الصحف العالمية بشكل مسهب بما وصفته بالمذبحة المروعة التي أسقطت فرنسا مرة أخرى في الأحزان والحداد في يوم احتفالاتها الوطنية، وذلك عقب حادث الدعس الذي وقع قبل أيام وخلف مئات القتلى والجرحى.

وتحت عنوان "هولاند في مواجهة الفشل الأمني" خصصت صحيفة "الجارديان" البريطانية سبع صفحات كاملة لتغطية أخبار الهجوم وتحليل تداعياته. ومن بين التداعيات، قالت  الصحيفة إن "الرئيس فرانسوا هولاند سيواجه ردود فعل عنيفة حول فشله في تعزيز الأمن في فرنسا". وأضافت أنه بات من الواضح أن حالة الطوارئ غير كافية للحد من هذه الهجمات وتجنب وقوعها، مذكرة بمحتوى تقرير أخير صدر في فرنسا عن هيئة تحقيق برلماني أشار إلى حالة التعدد وانعدام التنسيق التي تعاني منها أجهزة الأمن الفرنسية المختلفة. 

ونشرت صحيفة "الديلي تليجراف" صورة للمهاجم محمد لحويج بوهلال بشكل بارز على صفحتها الأولى التي اتسمت بالسواد في دلالة على الحداد، تحت عنوان عريض يقول "الآن بدؤوا يهاجمون العائلات". وأشارت الصحيفة إلى أن العالم أمضى 15 سنة منذ هجمات 11 سبتمبر، في محاولة للقضاء على أسوأ الفظاعات التي جاء بها الإرهاب في العصر الحديث، لكن أن يأتي الهجوم الأخير بشاحنة كبيرة تدهس عربات الأطفال الرضع، فهذه سابقة شنيعة.



 صورة طفلة

وأبرزت صحيفة "التايمز" صورة تلك الطفلة التي قتلت دهسا وجثتها ملقاة على الأرض مغطاة بالغطاء الطبي العازل للحرارة وإلى جانبها دميتها ملقاة هي أيضا بجانبها، فيما

ركزت الفاينانشيال على سؤال: لماذا استهدفت فرنسا بشكل مركز في الآونة الأخيرة من طرف الجماعات المسلحة؟ لتصل في تقرير إلى أن "فرنسا هي هدف رئيسي للمتطرفين نظرا إلى أن المجتمع الفرنسي سهل الاختراق من طرف تلك الجماعات، كما أن عدد الفرنسيين المنضمين تحت راية ما يعرف بتنظيم "داعش" بلغ 1700 متطرف، أي أكثر بكثير من المجندين من دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا". 


محدودية مكافحة الإرهاب

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن هجوم نيس أظهر محدودية الحملة العالمية لتعقب "الإرهاب"، وأثبت عدم فاعلية القواعد التي وضعت لمكافحته خلال السنوات العشر الماضية، وفشل الإجراءات الواسعة التي نفذتها باريس منذ هجمات نوفمبر الماضي، كما أنه يختبر من جديد فرنسا التي أفزعتها الهجمات "الإرهابية". 



 ترامب وكلينتون

وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب عقب الحادث بدا مفتونا بحالة كونه مناهضا للهجرة و"الإرهاب"، أما كلينتون فقد ردت بأن أميركا بالفعل في حرب ضد التنظيم وما يمثله، وحذرت من تورط الولايات المتحدة في حرب برية في سورية.

ونقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية شهادة والد الطفل ينيس الذي لم يتجاوز الأربع سنوات والذي كان من بين العشرة أطفال الذين راحوا ضحية اعتداء "لابالاد دي زونجلي" في مدينة نيس. وقال والد الطفل إن ابنه كان سعيدا بحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي ولعب كثيرا على شاطئ البحر قبل أن تدهسه الشاحنة التي أودت بأرواح العشرات. وأضافت الصحيفة بأن أصغر جريح في عملية نيس رضيع يبلغ من العمر ستة أشهر.