حسب تقويم أم القرى فإن الفارق الزمني بين صلاتي المغرب والعشاء ساعة ونصف الساعة. يحدث هذا طيلة ليالي السنة، عدا شهر رمضان المبارك حيث يتم تأخيرها نصف ساعة أخرى، ليصبح الفارق الزمني بعد التأخير ساعتين كاملتين.
اليوم ثامن أيام شهر رمضان المبارك، لم أسمع أو أقرأ أي احتجاج أو غضب في كل أرجاء البلاد بسبب هذا التأخير.. لم أجد عبر أي وسيلة نقاشا حول ما حدث ويحدث خلال كل رمضان!
بل على العكس، فالكثير من الناس مسرورين، فهذا التأخير -وهو السبب الحقيقي فعلا- يمنحهم وقتا أطول للأكل، ومتابعة البرامج التلفزيونية!
الذي أود قوله في مقال اليوم، وسبق لي المطالبة به قبل 5 سنوات وأكثر، أن يتم اعتماد تأخير وقت صلاة العشاء طيلة أيام السنة، وليس خلال شهر رمضان المبارك فحسب..
ليس هناك مانع شرعي.. ورد في الحديث النبوي الشريف: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه".. وخرج عليه الصلاة والسلام ذات مرة وقد مضى ثلث الليل وقال: "إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي".. فالملاحظ هو استحباب تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها!
فإن كان مبرر التأخير في شهر رمضان المعظّم هو منح الناس فرصة أطول لأكل "السمبوسة واللقيمات"، فالمبررات الأخرى طيلة ليالي السنة، أقوى وأكثر أهمية..
بل قل: هناك ضرورات كثيرة للتأخير.. خطوة كهذه مثلا، ستهيئ الأرضية لتوقف الحركة الاقتصادية والشرائية في البلد بعد أذان العشاء وسيكون لها انعكاساتها الكثيرة.. اقتصادية واجتماعية وصحية وأمنية..
خلاصة المقال: ما الذي يمنع أن تدرس الجهات المختصة فكرة تأخير صلاة العشاء ساعة، أو ساعة ونصف الساعة، عن موعدها؟