لم يحد مشروع ترسيم حدود مجرى وادي نجران، الذي حظي بمتابعة من إمارة المنطقة، ونفذته الأمانة قبل ثلاث سنوات، من استمرار التعدي والزحف بالمزارع على مجرى الوادي حتى اليوم، حيث أصبحت العلامات الخرسانية التي تحدد مسار الوادي من الجهتين الجنوبية والشمالية، داخل المزارع التي تعيق مجرى السيل، وبات المجرى مسرحا كبيرا للتعدي في وضح النهار.

التصدي للتعديات

وجه أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز، رسالة شديدة اللهجة لكافة ملاك المزارع المخالفة بالتعدي على حدود الوادي، نشرتها "الوطن" الأسبوع الماضي تحت عنوان "جلوي: التعديات سبب الكوارث وسنعاقب المخالفين"، عندما وجه المدير العام للزراعة الجديد المهندس محمد الشهري، بالتعامل مع هذا الملف بميزان العدالة، بتذليل العقبات وتأمين حقوق كل من يقيم مزرعة بطريقة نظامية، والوقوف بكل حزم وصرامة أمام كل من يتعدى أو يقيم إحداثات بالباطل، معتبرا أن التعدي على الأودية هو تعد على الأرواح والممتلكات، لأن التعديات هي السبب الأبرز في وقوع الكوارث خلال هطول الأمطار وجريان السيول، مشددا على أن أملاك الدولة هي للحاضر والمستقبل، ويجب أن تسخر للمنفعة العامة، لا أن يتم التعدي عليها لمصالح خاصة وشخصية.



لصوص الوادي

كشفت جولة "الوطن" أمس، أن مجرى وادي نجران أصبح ضيق جداً بالمزارع المخالفة، حيث تحاصره العقوم الترابية من بداية مضيق السد غرباً مروراً بالقرى الغربية، الموفجة ـ سلوى الحضن ـ الحصين، وحتى نهاية حي العريسة شرقاً، وتحول المجرى في سرقة واضحة لحرمه دون سابق إنذار، وسط هذه المزارع غير النظامية، وضمن أملاك أصحاب المزارع المجاورة للوادي الذي تتدفق معه السيول بصفة مستمرة.



إعادة الترسيم

قال المدير العام للزراعة في منطقة نجران المهندس محمد علي الشهري، إن ملف التعديات على وادي نجران سيكون ضمن أولوياته، بعد تسلمه مهام إدارة الشؤون الزراعية، كونه من أكبر ملفات الزراعة بالمنطقة. وأكد في تصريح إلى"الوطن" أمس أنه ستتم إعادة مجرى الوادي، وترسيمه وفق الحدود المعتمدة، التي تحافظ على الأرواح والممتلكات خلال جريان السيول، وذلك رداً على التجاوزات التي رصدتها "الوطن" من أصحاب المزارع على علامات ترسيم حدود مجرى وادي سد نجران، التي وضعتها لجنة مشكلة قبل ثلاث سنوات من الإمارة والأمانة والزراعة، حيث أصبحت ضمن الأملاك الخاصة، ولم تعد تلك العلامات تحافظ على مجرى الوادي، مشيرا إلى أن التعليمات المشددة التي وجه بها أمير المنطقة، وحرصه الدقيق على وضع الحلول العاجلة، لإغلاق هذا الملف الشائك، سوف يكون لها أثرها الكبير في إنهاء القضية.