على خلفية اتفاق التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمكافحة داعش على المضي قدما في القضاء على التنظيم الإرهابي، لم تكن مفاجأة أن يلتقي وزير الدفاع محمد بن سلمان مع نظيره الأميركي أشتون كارتر على هامش مؤتمر وزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف بهدف مناقشة الأمن الإقليمي وتوسيع التعاون في عدد من القضايا الإستراتيجية التي تخص البلدين، وتطوير القوات المسلحة في المملكة. ورأت تقارير أنه بعد ما يقرب من عامين منذ أن بدأت قوات التحالف الدولي عملياتها العسكرية ضد داعش في العراق وسورية، تظهر نتائج مرضية للغاية بشأن تحديد مواطن القوة والضعف في جسد التنظيم الإرهابي، ورصد العديد من مواقعه، وجمع المعلومات اللازمة للشروع في القضاء عليه بشكل واضح وصارم.


 


تشكيك روسي

فيما استقبلت وسائل الإعلام الروسية وبعض الأوساط السياسية فاعليات لقاء وزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف الدولي بحملة إعلامية تسعى للتشكيك في نتائج نشاطاته وتوجيه اتهامات معينة تتعلق بقصف المدنيين، اتفقت الدول الأعضاء على اتخاذ خطوات مستقبلية في محاربة التنظيم، من شأنها أن تؤدي إلى فقدان التنظيم سيطرته على مدينتي الموصل والرقة. وامتنع وزير الدفاع أشتون كارتر عن الكشف عن هذه الخطوات المستقبلية. وأوضح كارتر أن مسألة ما هي المواد اللازمة لتحقيق المهمات الموضوعة نوقشت خلال الاجتماع، مشيرا إلى أن بعض الدول الأعضاء في التحالف أعربت عن عزمها، مثل الولايات المتحدة، تقديم مساهمة كبيرة لتحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها.





 


جمع المعلومات

تصريحات وزير الدفاع الأميركي عقب انتهاء لقاء وزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف لقيت ترحيبا واسعا من جهة، واهتماما ملحوظا من جهة أخرى من جانب الأوساط الأمنية والعسكرية الدولية. إذ أرجع مراقبون الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها قوات التحالف في محاربة داعش في العراق وسورية إلى أن تكتيكات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تستهدف بالدرجة الأولى جمع المعلومات الدقيقة، وتحديد الأهداف بدقة، ورصد مصادر التمويل والحركة وبقية الإمدادات، وذلك بهدف تفادي أي عشوائية في تنفيذ العمليات، وتقليص معاناة المدنيين وتعرضهم لأي مخاطر. وفي الوقت نفسه مراعاة مصالح الأطراف الأخرى وتقليص الخسائر بين المدنيين وضرب التنظيم الإرهابي بدقة وفاعلية، وغلق مصادر تمويله وإمداده بالعناصر، وبالذات في ما يتعلق بتجارة النفط والوقود. لقد تم رصد جانب من إنجازات قوات التحالف خلال اجتماع واشنطن، حيث تمكن من تصفية أكثر من 20 إرهابيا من داعش كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في مختلف الدول، بما فيها الولايات المتحدة.


 




إنجازات ملموسة

وفقا لتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فالتحالف حقق إنجازات ملموسة في العراق، حيث حرر مساحات واسعة من الأراضي من قبضة "داعش"، ونجح في تصفية العديد من قيادات التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسورية. وأوضح كيري خلال كلمته إلى وزراء الدفاع أنه لا يمكن التقليل من الخطر الذي لا يزال يمثله التنظيم، وأنه رغم الإنجازات الملموسة في محاربة التنظيم، لا تزال المهام بعيدة عن الاستكمال، نظرا إلى أن مدينة الموصول العراقية لم يتم تحريرها بعد والإرهابيون يواصلون هجماتهم في العراق وسورية. وشدد على أن قوات التحالف نجحت في استقرار الأوضاع في العراق، حيث تم طرد إرهابيي داعش مما يقارب نصف أراضي البلاد التي كانت قد استولوا عليها هناك.