استبقت شركات وحملات متخصصة لحجاج الداخل في محافظة الأحساء – تحتفظ "الوطن" بأسمائها ومواقعها-، تحديد وإعلان أسعارها خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما تقرر إعلان وزارة الحج والعمرة لكافة تفاصيل أسعار الشرائح لموسم حج هذا العام 1437هـ يوم الأحد المقبل. وكانت هذه الشركات والحملات، نشرت على نطاق واسع "بنرات" لأسعارها وخدماتها على وسائل التواصل الاجتماعي "الالكتروني"، وكذلك على تطبيق "الواتساب" على أجهزة الاتصالات الحديثة.   



أسعار الشرائح

أكد وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج الدكتور حسين الشريف، في اتصال هاتفي إلى "الوطن" أمس، أن الوزارة، ستعلن كامل تفاصيل أسعار شرائح الخدمات للحجاج الداخل الأحد المقبل، على غرار ما تم في موسم الحج للعام الماضي، مشيراً إلى أن المنفذ الوحيد النظامي للتسجيل سيكون من خلال المسار الالكتروني المخصص لحجاج الداخل، وأن استخراج التصاريح للحجاج والتسجيل والشراء والدفع المالي سوف تتم من خلاله، بموجب الأسعار المعتمدة رسمياً من الوزارة، وفيما عدا ذلك من الأسعار فلن يعتد بها.



المبالغة في الأسعار

أبدى مواطنون في الأحساء استياءهم الشديد، إزاء ما أسموه المبالغة في أسعار كثير من شركات وحملات حجاج الداخل، التي تنطلق من مدن وقرى الأحساء، مقارنة بأسعار بعض مثيلاتها من الحملات الأخرى في داخل وخارج الأحساء، مطالبين خلال أحاديثهم لـ "الوطن" على المدى اليومين الماضيين، بتدخل وزارة الحج والعمرة في ضبط تلك الأسعار، التي تشهد ارتفاعاً مستمراً خلال المواسم الماضية.

أشار هاني الحمود، إلى أن أسعار كثير من الحملات في الأحساء، باهظة الثمن، ولا تخضع لرقابة الجهة المسؤولة، الأمر الذي فتح أمام المسؤولين والقائمين عن هذه الحملات تحديد الأسعار وفرضه على الراغبين للحج، فيكون الحاج مضطراً للتسجيل بهذه الرسوم الباهظة لأداء فريضة الحج، لافتاً إلى أنه أدى مناسك الحج في موسمين مختلفين، أحدهما مع حملة "رخيصة التكلفة" وموسم آخر مع حملة "مرتفعة التكلفة"، ولم يكن هناك فارقاً كبيراً بين هاتين الحملتين في الخدمات، رغم أن الفارق في السعر يتجاوز الضعف بينهما، فتبين له أن الأمر لا يعدو أن يكون جشعاً وطمعاً من بعض الحملات.



حملات الحج

ذكر عبدالله القطان، أن شريحة واسعة من الأهالي في الأحساء، ليس لديهم العلم والدراية الكافيتين، لتسجيل أسمائهم والحصول على التصاريح الرسمية عبر البوابة الالكترونية لوزارة الحج والعمرة، فالغالبية العظمى من الحجاج، يلتحقون بهذه الحملات والشركات، وسداد الرسوم للحملة، وتتولى الحملة، استكمال كافة الترتيبات الأخرى، الأمر الذي يوقعه في شراك ارتفاع الأسعار وجشع وطمع بعض هذه الحملات.

وعبر أحمد الموسى، عن أسفه الشديد، إزاء ما أسماه إدعاء وتظاهر بعض القائمين والمسؤولين على حملات الحج بتكبدهم خسائر مالية أمام الحجاج في الأيام الأخيرة التي تسبق نهاية أداء الفريضة، حتى يكسبوا تعاطف الحجاج في الحملة، وبالتالي القبول بخفض مستوى الخدمات في الأيام الأخيرة.



تسويق إعلامي

أشار ناصر الزيد إلى أن المسار الالكتروني، الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة، بحاجة إلى تسويق إعلامي كبير، لضمان وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة للراغبين في أداء الحج، ومن ذلك تحقيقاً لمبدأ الشفافية بين طرفي التعاقد "الحاج" و"الحملة"، لافتاً إلى أن الأحساء بحاجة ماسة إلى فرع لوزارة الحج والعمرة، إذ أن الأحساء من أكبر محافظات السعودية، وفيها ما يربو عن 1.3 مليون نسمة، ويتوجه منها في مواسم الحج آلاف الحجاج السعوديين والمقيمين براً وجواً، مقترحاً على وزارة الحج، وضع "التسعيرة" لكل حملة على حدة بناء على الخدمات التي ستقدم للحاج، ووضع السعر في مكان بارز بمكاتب الحملة –أسوة بما هو متابع في بعض المنشآت التجارية والخدمية الأخرى-، وكذلك وضع السعر في العقد المبرم بين الحاج والحملة.