"وليد بن أحمد الجفالي"، لا يمكن العبور عند الاسم تحديداً مروراً عابراً دون التوقف عند خبرات الرجال وتجاربه المالية التي تجاوزت في منظومتها الزمنية ما يزيد عن أربعة عقود، خط خلالها غمار الكاريزما المالية والاقتصادية العابرة للقارات.

بزغ نجمه على المشهد الاقتصادي المحلي، قبل 21 عاماً، حينما اختير ضمن قائمة رجال الأعمال السعوديين البارزين عام 1995، في استفتاء أجرته صحيفة الاقتصادية، حصل بموجبه على المرتبة السادسة. 

ولج وليد الجفالي المولود في عام 1951 إلى خارطة التأثير الاستثماري ميدانياً في مجموعة عائلته التجارية، بإدارة "المبيعات والتسويق"، وتحديداً عام 1975، لتأخذ الخبرات دورة حياتها الطبيعية، لينتقل بعد ذلك إلى منصب يتجاوزه منصب التليد، ليصبح نائب رئيس مجلس إدارة الشركة.

ويمكن القول إن السيرة الذاتية التي يمكن وضعها ضمن خانة "التربع الصناعي والاقتصادي"، وحملت الكثير من الدلالات الحيوية للرجل بوصفه من "جيل المخضرمين" كأحد أبرز رجالات الأعمال في المملكة.

 أستاذ العلوم الاقتصادية

شهادات بارزة وصف بها الكثير من رجال الأعمال الذين صاحبوه، ومنها بـ"أستاذ العلوم الاقتصادية"، رغم أن قدميه لم تحطا الميادين الأكاديمية، إلا أن خبراته كان لها الدور الأهم في حصوله على هذا اللقب.

العضويات والمناصب التي حصل عليها طوال حياته الداخلية أو الخارجية، تعطي الجيل الجديد من رواد الأعمال على وجه الخصوص، ميزة إضافية دون غيره من رجالات الأعمال الآخرين، كأحد الخبراء الاقتصاديين على الساحة المالية والاستثمارية السعودية. من ضمن ما تقلده من عضويات مهمة، عضو سابق لأربع سنوات بمجلس منطقة مكة المكرمة، عضو ونائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وعضو تنفيذي بمجلس إدارة البنك السعودي الأميركي، كما أنه عضو تنفيذي في مجلس إدارة شركة الأسمنت السعودية بالمنطقة الشرقية، وكذلك عضو في الجمعية العمومية لمؤسسة عسير للصحافة والنشر "صحيفة الوطن".

قنصل فخري

لم تنته حياة وليد الجفالي الحاصل على ماجستير إدارة أعمال من جامعة سان دييجو الاقتصادية عند الحد السابق، بل ذهب إلى ما هو آخر، فتقلد الإشراف على الأنشطة الصناعية لمجموعة عائلته في مصانع دواكميتال، المباني الحديدية، المكيفات، الثلاجات، الشاحنات. كما حصل على عضويتي البيت الدولي من مؤسسات روكفلر في منهاتن بنيويورك، بالإضافة إلى انضمامه في اتحاد كويكر التعليمي الدولي لشؤون الشرق الأوسط.

الحياة الاجتماعية والثقافية كانت بعدا مهما في خارطة الرجل (65) عاماً، فتقلد عضوية مجلس إدارة مكتبة الملك فهد العامة بجدة قبل 20 عاماً، ورئيساً لمجلس إدارة "مركز العون" المؤسسة الإنسانية لمساعدة الأطفال المعاقين عقليا، وعضواً في مركز الأمير سلمان لأبحاث العجز والإعاقة.

الدبلوماسية كانت حاضرة في سيرة الجفالي، عندما عينته الحكومة الدانماركية قنصلاً فخرياً لدى المملكة في يناير 1996، كما عين دبلوماسياً كاريبياً من قبل دولة "سانت لوسيا" وهي جزيرة في شرق البحر الكاريبي، وأضحى ضمن قائمة الدبلوماسيين في بريطانيا بوصفه الممثل الدائم للمنظمة البحرية الدولية (IMO).

رحل وليد الجفالي فجر أمس عن عمر يناهز 65 عاما في إحدى مصحات سويسرا بعد معاناة مع المرض، فيما يكتنز الكثيرون المقربون منه قصصا وروايات عن مواقف خيرية كثيرة قدمها الفقيد طوال حياته.