لا نبالغ إذا قلنا إن المرشح الرئاسي في الانتخابات الأميركية دوناد ترامب أقرب إلى الفوز في الانتخابات القادمة بفضل الجماعات المتطرفة التي تنامى نشاطها أخيرا في العديد من مناطق الولايات المتحدة، وتحديدا مع كل تصريح يطلقه ترامب تجاه المسلمين والعداوة التي يكنها الرجل لهذه الفئة وهو ما لم يعد بخاف على أحد.

تزداد حدة تصريحات المرشح الرئاسي وتزداد معها نشاطات الجماعات المتطرفة، وآخرها حادثة الملهى الليلي في ولاية فلوريدا الذي راح ضحيته أكثر من 50 شخصا، إضافة إلى ما سبقها من عمليات هنا وهناك، كانعكاس طبيعي لتلك التصريحات التي تزيد تلك الجماعات إصرارا على المضي في مخططاتها كرد على تلك العداوة مستغلة التأثير على الضعفاء والجهلاء بتلك الذريعة.

سيصوت المتطرفون لترامب لأنه يعطيهم البيئة الخصبة لتوسيع خططهم والقيام بالعديد من العمليات التي سنسمع عنها تباعا، وستزداد وتيرتها كلما اقترب موعد التنافس الانتخابي المنتظر.

زيارة هامة وبشرى

في اعتقادي أن زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأميركا، في هذا التوقيت وعلى غير المعتاد تحمل في طياتها أهمية كبرى تجاه الكثير من الملفات، وفي مقدمتها الملف الاقتصادي الذي حظي باهتمام كبير من سموه لدفع عجلة الاقتصاد وتثبيت دعائمه بالتزامن مع إطلاق رؤية 2030 التي يعوّل عليها الكثير في إحداث التغييرات الجذرية في سياسات المملكة اقتصاديا.

ولعل الأهمية التي اكتسبتها هذه الزيارة تعطينا في وسائل الإعلام الأميركي دلائل كافية على الجدية التي يحملها سموه تجاه هذا الملف.

كما شكلت مكرمة خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لأبنائه المبتعثين في أميركا فرحة كبيرة لدى كافة الدارسين هناك وخصت أهاليهم هنا بالجزء الأكبر من تلك الفرحة نظرا للكلفة الباهظة التي يتحملها أولياء الأمور سواء من ناحية المصاريف أو الرسوم الدراسية.

تلك المكرمة التي ليست غريبة على سلمان الحزم والعطاء، فالأمنيات أن تشمل تلك المكرمة كافة التخصصات والبرامج التي تخص المبتعثين، فجميع الدارسين هناك هم من خيرة شباب هذا الوطن المعطاء، والاستثمار في الشباب هو خير استثمار يمكن أن يعود بالنفع المباشر على مملكتنا الغالية وبما يتوافق مع توجهات وأهداف رؤية المملكة 2030.

فهناك تجارب سابقة ثبت نجاحها في العديد من البلدان وعلى رأسها ماليزيا واليابان وحتى الهند التي استثمرت في جيل من الشباب وألحقتهم ببرامج أكاديمية مختلفة عادت بالنفع الكبير على تلك البلدان التي أصبحت رائدة في العديد من المجالات بسبب تلك التجارب الرائدة في دعم الشباب وتوظيف طاقاتهم التوظيف السليم.

في الغد القريب سيعود أولئك الدارسون، مشاعل تنويرية تسهم في إكمال مسيرة الخير والنماء في هذه الأرض الطيبة، ولدينا العديد من النماذج والأسماء التي سجلت حضورا لافتا في العديد من الأكاديميات والجامعات حول العالم.

وبالمناسبة فإن ما فعله الطالبان السعوديان من فريق جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس وقيادتهما الجامعية للفوز في المسابقة الإستراتيجية الدولية للجامعات في سنتها الـ52، لهو مدعاة للفخر ونموذج بسيط للاستثمار في الطاقات والكفاءات الشبابية التي تزخر بها المملكة.

طالب الماجستير في كلية الأعمال مصعب عبدالله الرخيص، وزميله محمد ناصر السبيعي استحقا إشادة خاصة من مدير جامعة كالفورنيا إلى جانب زملائهم في الفريق، وهذا يعيدنا للتأكيد مجددا على ضرورة دعم العقول التي تحمل مشاعل العلم هناك أو في أي بلد آخر تحت راية الوطن.